-A +A
مها الشهري
يحدث أحيانا أن يأتيك ابنك بمعلومة من معلمه وهو مقتنع بها ومتعاطف معها لدرجة كبيرة، لكنك تجدها خارجة عن المنهج التربوي والتعليمي ولا تعبر إلا عن رأي معلمه واتجاهاته الشخصية، قد يتعاكس الأمر مع أساليب التربية في الأسرة من جانب، وقد يخالف الأهداف من المنهج التعليمي حتى لو كان ذا صلة به فيما يراه المعلم، وهنا تخرج التربية على المنهج التعليمي ولم تخرج منه.
التوسع في الشرح ولو كان من خارج المنهج، يدل على اجتهاد المعلم على ما يغرسه في عقول طلابه وعلى مدى حرصه على إيضاح الفكرة والتعمق في حيثياتها، وذلك يوسع مدارك الطالب ويفتح الآفاق للتفكير ويشجع على فهم أهمية البحث عن الجوانب المتعلقة بفكرة ما، ولكنه من المفترض أن لا يكون الخروج لمنحى مختلف عن الهدف الأساسي، بل يجب أن يخدم الغرض الذي وضع الدرس من أجله، فمنهجية التعليم منضبطة بما تقتضيه ولا تقوم على الأدلجة.

من الواجب علينا تعظيم دور المعلم في أعين أبنائنا حتى يعرفوا ما هي القيمة الجوهرية من التعليم بواسطة الرسالة السامية المتمثلة في دوره كمعلم، فيصبحوا على قناعة بأن الفكرة الصحيحة تؤخذ منه، وقد يختلف الأبناء معنا إذا كانت أفكارنا لا تتفق مع أفكار بعض المعلمين التربوية التي يملونها وفق اتجاهاتهم وأنماط حياتهم الشخصية، مما يضطر البعض منا إلى مخاطبة المعلم ونقاشه من أجل تعديل الفكرة الخاطئة في ذهن الطالب.
سيكون الأمر أكثر خطورة إذا كانت الأسرة مقلة في الاتصال مع أبنائها ولا تعرف كيف يسير تعليمهم وماذا يكتسبون من الأفكار، ذلك يعني أن تأتي التنشئة بمعزل عن المتابعة الأسرية التي تتطلب حوار الابن في أفكاره ومكتسباته التي يتأثر بها من خارج المنزل، وما يتطلبه الأمر من معالجة بتعزيز الإيجابي واستبعاد السلبي من المكتسبات، حيث إن فئة من الأسر لا يتدخلون في التعليم ويعولون على دور المدرسة في نجاح أبنائهم أو فشلهم، وفي تحديد خياراتهم المستقبلية، فلا بد من أن تكون الأسرة على مستوى من الوعي لإدراك ذلك.
يأتي دور وزارة التعليم في إعداد المعلم وفق منهجية تربوية تخدم الغرض التعليمي، بالطريقة التي تقيد سلوك المعلم حتى يكون مؤهلا لتربية الطلبة قبل تعليمهم، حيث لا يفتح المجال لتشويه أفكار النشء، بل إن ذلك يساعد في تنشئة سليمة لا تتقبل أي فكرة خاطئة يمكن اكتسابها من خارج أسوار المدرسة.