-A +A
أحمد عجب
مع اقتراب موعد انطلاق أي من المناسبات الرياضية العالمية، بتنا نعرف سلفاً، ودون الحاجة إلى أن يصرح بذلك أي من المسؤولين في الهيئة العامة للرياضة، أن حضور منتخبنا لكرة القدم أو منتخباتنا في ألعاب القوى المختلفة، هو لمجرد التواجد والمشاركة في هذا المحفل الرياضي الكبير، من أجل تعزيز مكانتا بين دول العالم أجمع، هذا هو قدرنا للأسف الشديد، تحضر الفرق من كافة أصقاع الدنيا لتتنافس بكل جدية على إحراز اللقب وتحقيق الميداليات الذهبية ورفع أعلام بلادها على منصات التتويج، بينما يتواجد أفراد بعثتنا الرياضية للسياحة والمشاركة فقط!!
لا أدري ما الدرس الذي تعلمناه من مونديال 2002 حين ألحق بنا منتخب ألمانيا هزيمة ساحقة قوامها 8 أهداف نظيفة، حينها قال أحد المعلقين متهكماً (هل يعقل أن يكون هذا المنتخب ضمن منتخبات كأس العالم)، ولا أدري حقيقة أين ذهبت تلك الاستعدادات والخطط المدروسة التي كنا نسمع بها لانتشال الرياضة وخلق روح المنافسة ؟!

لنكن واقعيين ونفكر بصوت عالٍ، كيف نعزز من مكانتنا بين دول العالم ونتائجنا مخجلة للغاية، فبعض الدول تحقق بالدورة الواحدة أكثر من 100 ميدالية، بينما لم نحقق نحن بكافة مشاركاتنا غير فضية وبرونزيتين، ومع أن المرأة لدينا محرومة من ممارسة الرياضة حتى داخل فناء المدرسة، إلا أننا رأيناها فجأة تمثلنا في الألعاب المختلفة بالأوليمبياد، ولهذا لم تستغرق لاعبة الجودو في أول لقاء سوى دقيقة و22 ثانية لتسقط أرضاً وتغادر المسابقة، بينما سجلت عداءتنا أبطأ زمن بجميع التصفيات لدرجة أن العاملين بالملعب يومها طالبوا بخارج دوام!!
على هامش دورة الألعاب الأوليمبية ريو 2016، توجد هناك منافسة قوية بين الدول العربية، لكنها ليس على تحقيق ألقاب ألعاب القوى أو الرماية أو ركوب الخيل، وإنما على إحصاء عدد المشاركة بالأوليمبياد، ومن هي أكثر دولة نالت هذا الشرف، أنظروا إلى هذا الطموح المحبط الذي تجمد في مكانه منذ المشاركة الأولى، تجمد مع أن المواطن العربي رغم أوضاعه المعيشية الصعبة يسمع بتلك الميزانيات الضخمة المخصصة لتطوير المنشآت الرياضية والاستعانة بالخبرات العالمية، وبالنهاية نجد المتسابقين يخرجون من الجولة الأولى بإصابات عضليه عائدة لضعف الإعداد واللياقة!؟
لو كنت مكان اللجنة المنظمة لأي من المناسبات الرياضية العالمية، وحفاظاً مني على أهمية المناسبة ومكانة الدولة المضيفة وسمعة المنتخبات العريقة المشاركة، لاعتمدت إعلان سريع يسبق كل مشاركة عربية يصدح فيه المذيع الداخلي للملعب أو الصالة الرياضية بعبارة: والآن نترككم مع فاصل قصير لفقرة كوميدية بعنوان (ستاند أب أوليمبي عربي)!!