-A +A
هاني الظاهري
مازالت حملات الموتورين وقطعان الجهل والانتماءات الحزبية المشبوهة ضد الإعلام السعودي بشقيه الرسمي والخاص مستمرة في شبكات التواصل الاجتماعي تحت غطاء النقد الديني تارة والنقد السياسي تارة أخرى وبينهما فتاوى إعلامية مضحكة يطلقها بعض من لا يفهمون أبسط الإستراتيجيات الإعلامية المعاصرة.
بات من المعتاد أن تقرأ تغريدة لمؤذن مسجد لا يحمل شهادة المرحلة المتوسطة يتهم فيها التلفزيون السعودي بموالاة إيران، ويقسم أغلظ الأيمان بأن قناة العربية تدار من تل أبيب، وأن صحيفة عكاظ تحارب الإسلام، وأن وزارة الإعلام يجب أن تتبع توجيهاته وتحليلاته «الحلمنتيشية» وإلا فهي خائنة للوطن وتدار أيضا من جهات معادية، بينما هو في واقعه الشخصي لا يعرف كيف تدار «البقالة» التي بجانب منزله ويتخيل أنه مفتي الأمة في إدارة البقالات وتوجيه وسائل الإعلام وتطوير علوم الفضاء.

ليست مشكلة أن يتحدث الحمقى في كل شيء وفي أي مكان وزمان، هذا حق طبيعي للعاقل والمجنون، المشكلة الحقيقية تتمثل في أخذ ما يطرحونه على محمل الجد وتصديق أنه رأي عام يجب التفاعل معه، وللأسف أن بعض الإعلاميين والمثقفين ممن ابتلوا بمرض ركوب الموجات التويترية لا يترددون أبداً في تبني أي رأي تافه ليصبحوا أبطالاً في أعين القطيع، وهذا بالطبع مؤشر على جبنهم التام عن الصمود أمام جماهير الحمقى، وليس شجاعتهم كما يتخيلون أو كما يوهمهم المصفقون.
خلال الأيام الماضية حقق الإعلام السعودي بشقيه نجاحات كبرى في إحباط الحملة الإيرانية السوداء لتشويه سمعة السعودية وتصويرها كدولة غير قادرة على إدارة الحج المطالبة بتدويل إدارة الحرمين الشريفين.
أيام معدودة فقط أثبتت خلالها الماكينة الإعلامية السعودية أنها الأعلى كعباً بين كل خصومها في المنطقة، وهو ما دفع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بعد أن فشلت كل محاولات طهران في هذا الاتجاه إلى اللجوء للإعلام الأمريكي كاتباً مقالة تحريضية ضد المملكة، لكنه قبل أن يتمكن من سماع أصداء مقالته تلقى صفعة إعلامية سعودية معتبرة جاءت على شكل مقالة رصينة لوزير الخارجية عادل الجبير في صحيفة «وول ستريت» سردت تاريخ إيران الإرهابي بشكل حول ظريف إلى أضحوكة أمام العالم.
إذا كان إعلام الإيرانيين وبعض عرب الشمال من أذناب طهران يوصف عند أتباعه بالقوة الناعمة، فإن الإعلام السعودي حالياً إعلام صقور يمزق تلك النعومة بكل بساطة، وفي كل يوم يكشف الإيرانيون بشكل غير مباشر عن تألمهم من سياط هذا الإعلام، لكن كيف يمكن أن يفهم حمقانا ذلك؟