الفقيدة مع شقيقة الذي لقي حتفه هو الاخر.(ا.ف.ب)
الفقيدة مع شقيقة الذي لقي حتفه هو الاخر.(ا.ف.ب)
-A +A
أ ف ب (حلب)
تأثرت الرياضة السورية شأنها شأن بقية القطاعات بفعل الحرب التي تشهدها منذ مارس 2011، والتي فقدت على أثرها الكثير من الرياضيين على يد قوات الأسد، بالإضافة إلى هجرة بعضهم الآخر، ومنهم السباحة يسرى مارديني التي سرقت الأضواء بعد قصة هروبها الدراماتيكية من بلادها الممزقة بالحرب، ومن ضمن سلسلة الرياضيين المقتولين، السباحة ميراي هندويان، التي لقيت مصرعها بسبب برميل متفجر، فبعد أسبوع على مقتلها، لا تجد والدتها ما يخفف من آلامها، إذ وصفت نجاتها وابنها بـ«المعجزة».. وإلا كانت العائلة كلها ماتت.، إذ اعتادت بطلة سورية للسباحة للمسافات القصيرة «ميراي»، الذهاب يوميا إلى النادي للتمرينات، لكنها فضلت يوم (الجمعة) من كل أسبوع مساعدة والدتها في مؤسسة للعائلة في غرب مدينة حلب، دون أن تتوقع أن تنهي قذيفة حياتها وأحلامها الرياضية الكبيرة، و بلوعة وعينين مغرورقتين بالدموع، تستعيد والدتها بتي هندويان (42 عاما) لحظات مأساوية عاشتها مع أولادها الثلاثة داخل سوبرماركت تملكها العائلة في منطقة الفيلات، ذات الغالبية الأرمنية، والقريبة من حي بستان الباشا، إذ تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد والفصائل المعارضة، وتروي الوالدة المفجوعة كيف بدلت قذيفة حياتها بعدما أدت إلى مقتل ابنتها ميراي (20 عاما) وطفلها أرمان (12 عاما)، «تذهب ميراي يوميا إلى نادي السباحة عند الـ11 ظهرا لكنها جاءت إلى المحل وأخبرتني أنها لا تريد الذهاب«مضيفة»قالت لي.. جئت كي أساعدك ماذا تريدينني أن أفعل؟ طلبت منها الذهاب لكنها رفضت»، وتضيف "عند الحادية عشرة والربع تقريبا، وجدت نفسي على الأرض بعد دوي صوت قوي وغبار. لم أقو على التحرك، لأن الزجاج انكسر فوقي. سمعت صوت ابني الكبير يصرخ «ماما إيدي راحت» جراء تعرضه لإصابة فيها، في تلك اللحظات، كانت ميراي وشقيقها أرمان ممددين على الأرض لكن والدتهما لم تتمكن من رؤيتهما بسبب الغبار الذي خلفه الركام، وتروي بغصة تحركت بصعوبة من الأرض والدم يسيل مني، قلت لميراي وأرمان ابقيا بقربي. كنت أظن أنهما على قيد الحياة.. عندما نظرت حولي بعدما خف الغبار، وجدت أرمان على الأرض وأمعاءه خارج معدته. كان قد مات».

منذ طفولتها، اعتادت ميراي على السباحة. وتروي والدتها «كانت تحب السباحة وتريد الأفضل في كل شيء» مضيفة «أرادت الوصول إلى مستويات عالمية.. كان طموحها أن تكمل دراسة الماجستير حتى تصبح دكتورة تغذية».، وتشير الوالدة بفخر إلى الميداليات التي حصدتها، معددة المنافسات التي فازت بها داخل سورية وخارجها خصوصا في أرمينيا التي تعود جذور العائلة إليها.


ويقول مدرب السباحة ونّس سلاحيان الذي أشرف على تدريب ميراي «بدأت أدربها على السباحة منذ كانت في الخامسة من عمرها وأصبحت بعدها بطلة سورية لسنوات عدة وكانت ضمن منتخب حلب للسباحة».

وبعد دورات تدريبية عدة، باتت ميراي كما يوضح مدربها «مؤهلة للتدريب على السباحة وتم تعيينها مسؤولة عن تدريب البنات في منتخب حلب».، وعلى غرار معظم الرياضيين السوريين، استمرت ميراي كما يقول مدربها «في ممارسة الرياضة حتى بعد اندلاع الحرب.. وشاركت في كافة بطولات الجمهورية وحازت فيها على المراكز الأولى».، ويضيف «كانت تستعد في الفترة الأخيرة للمشاركة في بطولات المياه المفتوحة لمسافات طويلة في البحر».