-A +A
ثمة مخاوف أن تتحول «الحرب الباردة» الجديدة بين واشنطن وموسكو إلى صدام مسلح على خلفية تصاعد الخلافات والتوترات بينهما بشأن الأزمة السورية، خصوصا مع توجيه الاتهامات الأمريكية لروسيا بأنها تستهدف والنظام السوري المستشفيات والأبرياء في حلب ما يرقى إلى «جرائم حرب» تستدعي تحقيقا دوليا.

ويبدو أن الخلاف بين القوتين العظميين أخذ منحى أكثر خطورة في ضوء التهديد الأمريكي بأن واشنطن لن تسقط الخيار العسكري كاحتمال لمواجهة الانزلاق الكامل للعملية السياسية في سورية، وتحذير الجيش الروسي للولايات المتحدة من مغبة شن أي هجوم على جيش النظام السوري، كما سارعت موسكو أمس وردا على التهديد الأمريكي إلى الإعلان عن عبور السفينة الحربية الروسية «ميرازه» مضيق البوسفور في إسطنبول متوجهة إلى المتوسط لدعم حملة الضربات الجوية الروسية في سورية.


وفيما تراوح الأزمة السورية مكانها منذ نحو ستة أعوام مع زيادة أعداد القتلى والمهجرين واللاجئين، بسبب التردد الغربي في التدخل العسكري الحاسم منذ البداية، فإن طبول الحرب التي بدأت تقرع بين أكبر قطبين في العالم، ربما لا تكون في مصلحة المأساة الإنسانية في سورية ولا في مصلحة المنطقة والعالم أيضا.

.

إن وقف الحرب المجنونة في سورية بات مطلبا عالميا وإنسانيا، لكن التعنت الذي يبديه النظام بمساعدة حلفائه من الروس والإيرانيين بحاجة إلى موقف حاسم وحازم لدفعه إلى القبول بوقف إطلاق النار والذهاب إلى المفاوضات على الأسس والمبادئ المتفق عليها دوليا وإقليميا والمتمثلة في «جنيف 1و 2» والقرارات الدولية ذات الصلة.