-A +A
سعد المعطش
لقد أثبت بعض التجار أن مفهوم التجارة مختلف ما بين التجار أنفسهم، فهناك من يتاجر بالحرام ويجد من يحلله له، وهناك من يتاجر بالممنوعات ويحللها لنفسه، وهناك من يتاجر بالوطنية أو بالدين وهؤلاء لا يحللون ولا يحرمون ولكنهم يربحون بها ويبقى كل شخص فيهم ذنبه على جنبه، فالله هو العالم بهم وبتجارتهم.

بداية التجارة هي تقليد لشخص ربح من شيء باعه لمن يطلبه وربح فيه ومن بعدها تطورت تلك الأشياء مع تطور احتياج الناس لكثير من الأمور، ومن ثم حاول البعض تقليده بتجارته أو أنه انتبه لتجارة أخرى فقام ببيعها للآخرين وكسب بها فأصبح لدينا تجار لكل شيء.


هناك نوع من التجار الجشعين الذين يكرههم جميع البشر، وهم تجار الحروب الذين يستغلون حاجة الناس في الظروف الصعبة التي تمر ببلدهم ويقومون بزيادة أرباحهم على حساب مواطنيهم، وفي الوقت نفسه هناك تجار نرفع لهم القبعة لا يستغلون مجتمعاتهم، بل إنهم يساعدون أبناء بلدهم في أحلك الظروف التي يمرون بها.

في الكويت وأثناء الغزو العراقي كان هناك رجل رحمه الله قام بعمل سيخلده التاريخ وهو المغفور له بإذن الله يوسف خالد المرزوق حين وضع كل ما يملك تحت تصرف الشرعية الكويتية ممثلة بالحكومة الكويتية، وقام أيضا بإصدار «جريدة الأنباء» وتوزيعها بالمجان بالخارج ليثبت أن الكويت باقية، وليضرب مثلا بالوطنية عجز عنه تجار الحروب.

في المملكة العربية السعودية يصدر محمد عبدالطيف جميل، وهو أحد أهم تجار المملكة تعميما بإعفاء الجنود المرابطين على الحد الجنوبي من باقي قيمة السيارات المباعة لهم في حالة الوفاة أو العجز دعما لهم، وأن يتم تأجيل مطالبتهم بالأقساط أثناء تواجدهم بالخطوط الأمامية ودفاعهم عن وطنهم.

الوطنية فعل، وليست مجرد قول نستخدمه للمصالح الخاصة، وهذا ما أثبته من ذكرتهم لكم فعندما تخسر وطنك فإنك خسرت كل شيء ولن تنفعك أموالك ولو كانت مئات الملايين، فحتما سيأتي يوم وتدور عليك الدوائر فإما أن يذكرك المجتمع بالخير أو بالذم، فأيهما ستختار؟.

أدام الله من ساعد وطنه وأبناء وطنه، ولا دام تجار الحروب الذين لا يهمهم وطنهم نهائيا...