-A +A
خالد الوابل
السؤال متى يكون مجتمعنا جاهزاً؟

بودنا أن نعرف خلال كم سنة سنكون جاهزين لممارسة حقوقنا؟


ما إن تطرح قضية اجتماعية إلا وتقابل بهذا القول «المجتمع غير جاهز»

لو طرحنا موضوع الانتخابات قيل لنا «المجتمع غير جاهز»!

لو طالبنا بتنشيط المجتمع المدني وإحياء مؤسساته قيل لنا «المجتمع غير جاهز»!

لو تحدثنا عن قيادة المرأة للسيارة قيل لنا «المجتمع غير جاهز»!

هذا ظلم يُمارس ضد المجتمع. و«المجتمع غير جاهز»، هي في الأصل «فوبيا الوهم» والتي لا ترتكز على حقيقة. فمن هو الذي يحدد جاهزية المجتمع من عدمها؟ وهل هناك استطلاعات للرأي؟

قد يكون هناك مقاومة للتغيير ولكن هناك مقاومة أكبر لهذه المقاومة.

لا تظلموا المجتمع، فالمجتمع كان جاهزا لتقبل المرأة عضوا في مجلس الشورى، والمجتمع كان جاهزا لقبول المرأة ناخبا في المجلس البلدي. والأمثلة كثيرة.

هل يعقل أن مجتمعنا المدني في الماضي كان أكثر حيوية ونشاطاً في ممارسة دوره من مجتمعنا اليوم؟

عودة لكتاب أ. محمد القشعمي (بوادر المجتمع المدني في المملكة العربية السعودية) والذي يتمحور حول البدايات الأولى للحراك الاجتماعي المتمثل في الانتخابات في النقابات والهيئات والجمعيات منذ عام 1343هـ والذي تقصى فيه القشعمي انتخابات مجلس الشورى وانتخابات أعضاء المجالس البلدية والنقابات والغرف التجارية وكذلك انتخابات شيوخ الِحرف وأرباب الطوائف ورابطة طلاب جامعة الملك سعود وانتخابات اللجان الرياضية.

فلك أن تتخيل لو استمر هذا الحراك دون انقطاع إلى يومنا هذا؟

فالانقطاع لم يكن المجتمع سببا فيه.

لابد من عودة الممارسة، فالممارسة هي أقصر الطرق للوعي وهي كفيلة بجاهزية المجتمع، وحتى وإن كانت هناك أخطاء، فالممارسة تصحح أخطاءها وهي في طريقها لتشكيل الوعي، لهذا لايمكنك الحكم ما لم تمارس العمل.

لنبدأ وبشكل متوازٍ في «تجهيز» المجتمع في الممارسة بداية من التعليم العام واختيار «عريف» الفصل، مرورا بانتخاب عميد الكلية ومدير الجامعة وأعضاء مجلس الشورى والتأسيس لثقافة الاختلاف وقبول رأي الأغلبية.

خسرنا الكثير من الوقت والمال، وذلك بسبب أن كل شيء جديد يخدم المجتمع كان التأخير في تطبيقه يعود إلى مقولة «المجتمع غير جاهز»، ومع هذا أثبتت الأيام أن المجتمع عنده الاستعداد لتقبل كل جديد.

نحن لا نختلف عن بقية شعوب الأرض وكل شعوب الأرض مرت بفترات تطوير وتحديث.

فلم يعد الشعب الياباني شرسا مثلما كان قبل الحرب العالمية الثانية.

ولم تعد جنوب أفريقيا دولة عنصرية، بل على العكس يرأسها اليوم رجل أسود.

ورجل الغرب الأمريكي لم يعد همجيا فهو اليوم ديموقراطي بامتياز.

نحن لسنا استثناء ونحن جزء من العالم نؤثر ونتأثر.

تغريدة:

لا تظلموا المجتمع بقولكم «المجتمع غير جاهز»، فالأحداث تثبت غير ذلك، ولم تكن جاهزيته من عدمها هي السبب.

Kwabel@outlook.com