-A +A
حسين الشريف
- عجيب أمر وسطنا الرياضي دائما ما يتحدث عن التطوير وأهميته، ويطالب به كضرورة حتمية لنمو الرياضة وازدهارها لمحاكاة من سبقونا ولكنه في الواقع لا يعمل من أجل ذلك.

- عجيب أمر وسطنا الرياضي مثالي في طرحه متعجرف في واقعه، ينبذ التعصب وتصديره، ويتغنى بالرقي ويعمل بفوضوية، يدعو للمهنية ويتهكم من مبادئها.


- دائما ما نفشل في إدارة حواراتنا بصورة حضارية تقوم على احترام الآخر حتى وإن اختلفنا معه، والسبب الإعلام التوكتكي، الذي يأبى إلا أن تظل رياضتنا حكرا للفوضى والغوغائية لضمان عيشه في مستنقعاتها.

- تمثل ذلك جلياً في تفاعل الوسط الرياضي مع قضية توثيق البطولات بحيث افتقدت الأخذ والرد الحضاري، وطغت الفوضى والتشنج على آداب الحوار بعيدا عن الموضوعية في الطرح

فالموضوعية تقول إن لكل عمل إيجابيات وسلبيات.. والناجحون هم من يستطيعون أن يعملوا على تلافي السلبيات من أجل النجاح من منطلق قاعدة «كيف تنظر إلى نصف الكأس المملوء»، فلماذا دائما نحن سلبيون ننظر للنصف الفارغ منه ونترك النصف الممتلئ.. مما يعني أن السلبيات التي جاءت في هذا العمل التاريخي كان بالإمكان معالجتها، فعلى سبيل المثال:

- كان بإمكان اللجنة أن تتلافى رد الفعل الغاضب لو أنها أعلنت عن معاييرها مسبقاً، وكان بالإمكان أن تتجاوز عن انفعالات الأندية لو أشركت ممثلا عن كل ناد، إلا أن ذلك لا يمنع من إنصافهم طالما قدموا عملا يستحق الانصاف، فقد استطاعوا تقديم منتج ناجح مهم للرياضة السعودية قابل للتطوير والتعديل، مع تحفظنا الشديد على تصريحات الخليوي في المؤتمرالصحفي الذي أحرج فيه نفسه وأحرج من وثق فيه. إلا أن المجتمع الرياضي كما هي عادته يقوّم الأمور من خلال الأشخاص وليس من خلال العمل، حتى رؤساء الأندية أصبحوا أكثر حدة في انتقادهم للعمل، مع إيماننا بأنه مهما كان رئيس اللجنة وأعضاؤها فلن ترضى الأندية ولا إعلامها حتى تتبع أهواءهم. فلو رأس أبو داود اللجنة أو الساعاتي أو عبدالله فرج فلن يرضوا.. لأنهم لا يريدون أن توثق البطولات وإبقاء المسألة اجتهادية عائمة، كل ناد يرصد ما يريد ولو كانوا بالفعل جادين ومهتمين بتوثيق بطولاتهم لكانوا بادروا بإعداد ملفاتهم ووثائقهم وواجهوا بها اللجنة لإثبات صحة موقفهم بدلا من الصراخ الفارغ.

فلا يمكن أن ننجح في تنقية مناخنا الرياضي في ظل هذا الجوء المشحون بالعدائيات وفي وجود من حولوا ساحاتنا الرياضية إلى ميادين خصبة لصراعاتهم ومصالحهم.