-A +A
مي خالد
حسب توقيت الأمم المتحدة، يوافق اليوم 16 نوفمبر اليوم العالمي للتسامح.

تاريخيا ظهر مصطلح التسامح في عالمنا العربي منذ ظهور القنوات الفضائية الإخبارية وخلال برامجها الحوارية التي تفضي للخصومة ومد الأيدي. حيث كتبوا في خلفية الاستديو كلمة تسامح وقبول الرأي والرأي الآخر.


أما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فقد تقدمت الخلفية وأصبحت واجهة وحديثا يوميا عن التسامح وقبول الآخر.

منذها والجميع على الفضائيات العربية يطالب الجميع بالتسامح وقبول الآخر المختلف.

لكن ماذا لو كنا نحن الآخر المختلف نحن أصحاب الرأي المرفوض من وجهة نظر العالم. دون أن ندري؟!

هذا الوعي المفاجئ أصيبت به القنوات الفضائية العربية بعد ترشح ترامب وتعاطيها مع وعوده الانتخابية. ثم بين مصدق ومكذب حسم التصويت لصالحه، فقد اختارته أمريكا رئيسا لها. وبما أن أمريكا هي المدير الإقليمي للمنطقة ورئيس مواردها، فقد ذهل الشعب العربي وصدمته معرفته الجديدة:

الإنسان العربي هو الآخر.

الشخص المسلم هو المختلف.

ثم بدأ توبيخ المجتمع لذاته فقال: ما كنا نعامل به الآخرين سيعاملوننا به.

بالرغم من أن هناك مزيدا من العرب يوميا يشردهم القتال بأعداد تفوق ما حدث في الحرب العالمية الثانية. هناك خطف للأطفال العرب وتجنيدهم مع سوء معاملة وحرمان من التعليم. وإن حصلوا على تعليم فهو تعليم متعصب عنيف. جرائم الكراهية والمذهبية يكاد يتفانى بها العرب ويدقون بينهم عطر المشؤومة منشم. ومن يعش منهم يعش على أمل عبور الحدود طلبا للجوء يحقق مكاسب سياسية للطبقات الحاكمة حول العالم.

بعد أن وجهت لنا خطابات التسامح ومطالبه منذ عقود جاء دورنا كي نطالب العالم بها.

أرجو أن يوجه موظفو الأمم المتحدة وزعماء العالم خطاباتهم اليوم بمناسبة يوم التسامح العالمي نحو ذواتهم أو نحو إسرائيل أو نحو ترامب مثلا. وليس نحونا. وآمل أن تخلو بياناتهم من الإحصائيات التي تظهر فداحة موتنا وتشردنا، وعدم قبولنا للآخر الذي هو نحن.

احمونا من اضطهاد الأرقام والصور البيانية، لا تنظروا لجنسياتنا أو لديننا أو لعرقنا، لا تمييز بيننا اليوم فكلنا داخل إطار الصورة القاتل منا هو المقتول.