-A +A
حسين الشريف
إذا أردت أن تعرف الشخص الناجح وهويته ومكانته عليك أن تبحث في طموحه وإرادته وعزيمته.

وإذا أردت أن تعرف الفاشل عليك أن تبحث في حسابه الاجتماعي وتغريداته، فإنك قطعا ستكشفه.


فالناجح هو من يصنع الحدث ويترك للآخرين مهمة تداوله.. والفاشل هو من يظهر لحظة اهتزاز الناجحين أملا في سقوطهم.. هكذا تعلمنا كيف نقيس أبعاد طموحاتنا ووسع رؤيتنا.

وعندما نربط تلك المعادلات بالرياضة فإننا نجد من الرياضيين ومن لهم علاقة بها لا يخرجون عن ذلك الرجل ما بين ناجح يعمل بجد لأهداف سامية، وآخر فاشل كل همه زعزعة الآخرين بتغريداته الموسمية.

وللأسف يظهر ذلك جليا مع كل خطوة تخطوها الهيئة العامة للرياضة في سبيل التغير الإيجابي فيحدث انفلات الطرح وتشنج الآراء، دون أن نلمس مسببات حقيقية لهذه التصرفات.

مما يجعلنا نقف أمام معادلة لوغارتيمية طرفها الأول الأمير عبدالله بن مساعد بنظرته الشمولية نحو رياضة وطن من خلال دوره الملموس الذي يقوم به في الجوانب المهمة والمفصلية للمنظومة الرياضية، ابتداء من ديون الأندية، وكيفية حلحلتها، ومرورا بإعادة تنظيم أوراق الجمعيات العمومية للأندية وتوثيق بطولاتها، وأخيرا وليس آخرا والدور الكبير في سبيل خصخصة الأندية.

وفي المقابل من طرف المعادلة الآخر نجد أناسا يجلسون على قارعة الطريق لا يروق لهم ما يقوم به رئيس الهيئة ويرفضون التغير الذي من الممكن يقودنا إلى مرحلة أفضل نوازي بها الآخرين، فتجدهم يبحثون عن الموضوعات المهمة بإثارتهم الشكوك حولها وتصديرهم سوء الظن، أملا في إيقاف أي مشروع رياضي حضاري خشية على مواقعهم، كما حدث في موضوع توثيق البطولات.

وذلك بتصغير هذا العمل الضخم وربطه بالميول لتعزيز مفهوم خدمة ناد دون آخر من أجل استعطاف غالبية الجماهير مستغلين ولاءاتهم لأنديتهم في الوقت الذي لو سألت أحدهم، من هو أكثر الأندية بطولات وزعيما للميدان

سيقولون الهلال

ولو كررت سؤالك من الذي يليه سيقولون الاتحاد ومن ثم الأهلي.

إذن أنت أمام حقيقة نجحت الهيئة في توثيقها، ومع هذا لن يقبل بها المتربصون ولايريدون ظهورها وطالما ابن مساعد ساعٍ في وضع النقاط على حروف التاريخ الرياضي، فإنهم الآن يتوقفون في مطالبتهم بإبعاده أو إعفائه.

ولكن كما هي عادة رياح الناجحين تجري كما تشتهي سفنهم، فإن العمل داخل الهيئة لا يتوقف ولا يهدي في سبيل تطوير الرياضة، لتأتي ثقة ولاة الأمر كوسام للعطاء زُين به صدر ابن مساعد لتكبر طموحاته وتعلو عزيمته، تاركا خلفه أناسا لا يزالون يجلسون على قارعة ذلك الطريق وبنفس العقلية وبروح الميول يتحدثون.. وينظرون ولكن لا أحد يسمعهم، فالدائرة الفارغة لا تحدث صوتا.