-A +A
سعيد السريحي
من حق الطلاب أن يختاروا الطريق الذي يرون أنه يفضي بهم إلى تحقيق مستقبل أفضل لهم فيلتحقوا بالجامعات ما دامت الجامعات قادرة على استيعابهم أو يتوجهوا للتدريب التقني والمهني إذا ما رأوا أنه يوفر لهم ضمانة أفضل للحصول على فرصة عمل توفر لهم فرص عمل كريم وآمن، من حق الطلاب ذلك، وعلى كلٍ من مؤسسة التدريب التقني والمهني والجامعات أن تبرهن للطلاب على أنها تشكل الطريق الأفضل إلى المستقبل الذي يتوخونه، وأن تتنافس كلتا الجهتين تنافسا من شأنه أن يرتقي بأدائهما معا ويوفر للطلاب الملتحقين بهما فرصا وظيفية أكثر أمنا واستقرارا، للطلاب ذلك الحق، غير أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لا يعجبها ذلك، ولذلك فإنها حين رأت أن الجامعات تحظى بقبول أكثر من قبل خريجي المرحلة الثانوية فيما لا يكاد من يلتحقون بها يمكّنها من توفير ما يحتاجه سوق العمل من كفاءات وقدرات، حين رأت المؤسسة العامة للتدريب ذلك لم تجد بدا ولا حرجا من المطالبة بتقليص قدرة الجامعات على استيعاب خريجي الثانوية ومن ثم لا يجد الطلاب الذين يريدون الالتحاق بها لهم مكانا فيها وعندها سوف يجدون أنفسهم مكرهين على الأخذ بأحد خيارين: التوقف عن الدراسة، أو الالتحاق بالتدريب التقني والمهني، وبذلك تتمكن مؤسسة التدريب من الحصول على نصيبها والمقدر بـ ٢٥٪ من خريجي المدارس الثانوية حتى ولو كانوا مكرهين على الالتحاق بها.

مطالبة مؤسسة التدريب بتقليص فرص قبول الطلاب في الجامعات شهادة على عجزها عن أن تقدم تدريبا يشكل ضمانة لمستقبل الطلاب الملتحقين بها، وبدل أن تعالج هذا العجز راحت تطالب بإحداث عجز في الجامعات يحول دون قدرتها على استيعاب من يتطلعون إلى الالتحاق بها.