-A +A
حمود أبو طالب
يشعر الإنسان بالغبن والحزن وهو يشاهد مدنا، ليس في الدول الغربية، وإنما في دول عربية لا مقارنة بين إمكاناتها المالية وإمكانات المملكة، ورغم ذلك تتوافر فيها كل عناصر البنية التحتية أو البنية الأساسية منذ زمن طويل وبشكل جيد، بحيث لا ترى أو تسمع عن أزمات كبرى مستمرة أو موسمية ثابتة كالتي نعاني منها.

نحو نصف قرن مضى على بداية التدفقات المالية الضخمة في خزينة البلد، حدثت تقلبات بسيطة موقتة فيها لكنها في معظم الوقت كانت كافية لإنشاء أفضل الخدمات الأساسية من شبكات طرق ومواصلات عامة وشبكات مياه وصرف صحي وكهرباء ومرافق صحية أساسية ذات جودة عالية وغيرها، لكن السؤال المؤرق الجارح هو لماذا لم يحدث ذلك بشكل كامل، أو على الأقل في المدن الرئيسية التي تشكل واجهة المملكة؟.


نسمع حديث بعض المسؤولين في الوزارة والأمانات منذ سنين عن البنية التحتية ولا نراها، وكأن هؤلاء المسؤولين يتحدثون عن شيء لا يراه غيرهم وبقية الناس عميان. الذي نراه ونعيشه يقينا هو هذا الحال المؤسف في كل مكان وكأننا في دولة حديثة الإنشاء لم تنعم بأكبر دخل في العالم لدولة بعدد سكانها ومحدودية مدنها. مخجل أننا ما زلنا نرى الشوارع الرديئة وصهاريج الصرف تزكم الأنوف وتلوث الطرقات، وأيضا وايتات المياه تقف بجانب الأرصفة لتزويد المنازل بالمياه لأن صنابيرها غير مرتبطة بشبكة مركزية. محزن جدا أن نرى شوارع تتم سفلتتها بالأمس لتبدأ فيها التشوهات اليوم وكأن طبقة الأسفلت كانت غلالة من الورق. وغير مفهوم أبدا أن نبدأ التفكير بعد زمن طويل في شبكات للنقل العام، يبدو أنها لن تنجز سوى في مدينة أو مدينتين والله أعلم متى.

يتعاقب المسؤولون، وتكر سبحة الزمن، ونسمع عن الميزانيات الهائلة، والحالة التنموية الأساسية تسير ببطء غير معقول وليس ثمة تفسير لهذا الوضع النشاز. كيف ومتى ننتشل مدننا من هذا الحال بدلا من الحديث عن التعثر؟ متى نحاسب كل من وضع خطة ولم ينفذها أو أشرف على مشاريع اتضح أنها وهمية؟ متى ننقذ وطننا من هذه المأساة المخجلة؟.