-A +A
سعيد السريحي
بصرف النظر عن تقبل أو رفض فئات من المجتمع للنشاط الترفيهي المزمع إقامته على مسرح جامعة الأميرة نورة ويشارك فيه نجم هوليود مايك ايبس، فإن ما تحدثت به المصادر التي وصفها التقرير الذي نشرته «عكاظ» يوم أمس بالمصادر «الموثوقة» من تبرؤ الجامعة من ذلك النشاط وعدم مسؤوليتها عنه وأنها قامت بتأجير مسرحها لمؤسسة خاصة تعتزم إقامة ذلك النشاط يُعدّ أمرا غير مقبول، ذلك أن المسؤولية الاجتماعية والثقافية تفرض على الجامعة وكافة المؤسسات التي تسعى إلى استثمار قاعاتها ومسارحها للمؤسسات الخاصة معرفة ما سوف تقيمه تلك المؤسسات الخاصة من أنشطة وفعاليات على مسارحها وفي قاعاتها والتأكد من أنها لا تتعارض مع ما تحرص الجامعة على ترسيخه من قيم المعرفة والخير والجمال وما تسعى إليه من دعم كل ما يحقق التواصل الحضاري والثقافي بين أطياف المجتمع ويدفع باتجاه مزيد من الانفتاح على العالم.

وإذا لم يكن بإمكاننا أن ننكر أن الحملة التي واجهتها جامعة نورة في أعقاب الإعلان عن النشاط الترفيهي المزمع إقامته على مسرحها هي حملة «مؤدلجة» كما وصفتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي وأن كثيرا ممن شاركوا فيها يحملون مواقف مسبقة من الجامعة وضربا من «الضغينة» عليها فوجدوا في ذلك النشاط فرصة للنيل من الجامعة، إذا كان ذلك كذلك لم يكن للجامعة أن تتبرأ من ذلك النشاط، الذي كانت مسؤوليتها تفرض عليها معرفتها به على أقل تقدير، وإنما تتصدى لتلك الحملات كاشفة عما عبر عنه من قاموا بها، حتى وإن كانوا من منسوبات الجامعة، من ضيق في الأفق وعجز عن تفهم ما يحتاجه المجتمع من ترفيه وما ينبغي على المؤسسات العلمية دعمه من انفتاح على العالم واستثمار للطاقات والمهارات فيه.


ما قامت به جامعة نورة، وتقوم به مؤسسات ثقافية كثيرة، من استثمار بتأجير قاعاتها ومسارحها لمؤسسات خاصة عمل مشروع، غير أنه لا يخلي مسؤوليتها عن أي نشاط تقيمه تلك المؤسسات الخاصة، وإذا كان النظام لا يعفي قصور الأفراح من أي مخالفات قد تحدث داخلها من قبل من يقومون باستئجارها فإن النظام نفسه لا ينبغي أن يعفي المؤسسات الثقافية من مسؤولية ما تقيمه المؤسسات الخاصة على مسارحها وقاعاتها في الوقت الذي يصبح فيه من حق تلك المؤسسات الثقافية أن تعتبر أي نجاح تحققه أنشطة المؤسسات الخاصة هو نجاح لها ما دام قد أقيم على مسارحها وفي قاعاتها ما دام ذلك النشاط يكرس القيم العليا التي تسعى إلى تكريسها.