-A +A
حسين الشريف
• قرار هنا.. وقرارات هناك.. وخطوات تاريخية تتسابق لصناعة ثورة رياضية في فترات زمنية متقاربة لإعادة صياغة التاريخ الرياضي بما يكتبه المبادرون ومن شابههم.

• قرارات تحسب للهيئة العامة للرياضة وربانها الأمير عبدالله بن مساعد الذي لا يدع الوسط الرياضي يستوعب قرارا إلا ويأتي بقرار آخر يدفع به بمنظومتنا للأمام وسط ضجيج المحبطين.


• كل هذه النجاحات كشفت لنا ملامح جديدة لم يكن أكثر المتفائلين بمستقبل الرياضة السعودية يتوقعها أو حتى التنبؤ بها، فبرغم تفاؤلنا بقدوم هذا الرجل العصامي وما يحمله من أفكار تطويرية لأبناء مجتمعه، وبرغم ثقتنا في إمكانات سموه الفكرية والعملية ورؤيته الثاقبة، إلا أننا لم نكن نتوقع أن يحدث كل هذا وبهذه الوتيرة، لا لشيء وإنما لأننا لم نتعود على أن تدار عجلة التغير والتطوير بهذه السرعة قياسا لما كانت تسير عليه في فترات سابقة.

• وأمام هذه النقلة النوعية فإننا محتاجون لتطوير كافة أذرع الرياضة لمواكبتها واللحاق بالماضين قدما نحو مستقبل أفضل، ولعل من أهمها الإعلام الرياضي، الذي يجب عليه أن ينتفض على نفسه للخروج من جلباب الأندية والمبادرة في تعزيز تلك القرارات لضمان تنفيذها ونجاحها وعدم الاكتفاء بالفرجة ودفن قيمته المهنية في رمل التعصب.

• وحتى يتحقق ذلك لابد علينا نحن كإعلاميين أن نقوم بدور مكمل لما تتطلبه المرحلة وذلك بوضع أيدينا بيد صناع القرار الرياضي، فما هو مأمول من الإعلامي يقتضي الانتقال من الأفق الضيق الذي لايرى فيه إلا ميوله الشخصية إلى أفق أرحب وأوسع لمشاهدة الصورة الجميلة، التي يجب أن يكون عليها، مما يمكننا من الركض خلف أحلامنا التي بدأنا نلمسها على أرض الواقع، وقدرته على التعايش مع المرحلة الجديدة التي نحن على أعتابها.

• فدعونا نحترم أنفسنا من خلال احترامنا لمهنيتنا ولمجتمعنا الرياضي الذي أصبحنا جزءا لا نتجزأ منه، فإذا لم نتمكن من اتخاذ خطوة للأمام فإننا سنجد أنفسنا متقوقعين في الخلف لا يلتفت إلينا أحد، ففي زمن الخصخصة فإننا سنقف أمام بيئة جديدة ليس فقط على مستوى الأندية وإدارتها وإنما ستطول الإعلام. فهناك مفاهيم جديدة فرضتها المرحلة تقوم على الطرح الإعلامي بحدود قانونية ومحاسبة مهنية فلا يتصور الإعلامي أن يفعل كما يشاء فيه ويكتب كما يشاء.

• فالتيار التطويري والتنويري عالٍ هذه المرة ولا يمكن حجبه أو إيقافه، بالتالي على كل وسائل الإعلام مراجعة حساباتها ومراجعة هويتها وآلية عملها، وأيضا مراجعة نوعية الطرح الذي تتبناه عبر منابرها وإلا ستجد نفسها خارج اللعبة.