-A +A
حمود أبو طالب
إذا كان الخبر الذي نشرته صحيفة المدينة الأربعاء الماضي دقيقا بكل تفاصيله فإن وزير الخدمة المدنية خالد العرج يكون قد فتح جبهة جديدة للتوتر بينه وبين المجتمع بعد تصريحه المثير عن الموظف السعودي أبو ساعة عمل، لكن هذه المرة مع فئة هو يحتاجها أكثر من حاجتها له، لأنها الحلقة التي تربطه بالمجتمع وتستطيع تشكيل الرأي العام تجاهه وتجاه وزارته بحسب طبيعة تعامله معها.

يفيد الخبر بأنه تم إغلاق الأبواب لمنع الصحفيين من لقاء الوزير خلال تدشينه مؤتمر «التنمية الإدارية في ظل التحديات الاقتصادية» بمركز الملك سلمان للمؤتمرات في الرياض، وكان عدد من الصحفيين قد تجمعوا على الأبواب من أجل لقاء الوزير وسؤاله عن بعض الجوانب الهامة التي تخص الخدمة المدنية، لاسيما والمؤتمر يناقش الإمكانات المتوفرة لدى وزارة الخدمة المدنية لتحقيق رؤية التحول الوطني، لكن أفراد أمن معهد الإدارة منعوهم من الدخول، وبالاستفسار عن السبب برر بعض العاملين بالمعهد أن ذلك بطلب من الوزير نفسه.


هنا نحن إزاء مشكلة حقيقية إذا كان لدينا مسؤولون في هذه المرحلة الانتقالية الهامة يتعاملون بهذا الأسلوب مع الإعلام والصحفيين الذين أصبح لدورهم أهمية أكبر من ذي قبل في نقل المعلومة من مصدرها لتوضيح الحقائق والإجابة على التساؤلات التي تتوالد بكثافة. إذا كان وقت الوزير ضيقا ومشغولا بارتباط آخر لا يسمح له بلقاء الصحفيين فمن الواجب مقابلتهم والاعتذار لهم وتحديد وقت آخر لهم، رغم أنه من البديهي معرفته المسبقة بحضورهم لتغطية مؤتمر هام كهذا وضرورة تخصيص جزء من وقته للإجابة على أسئلتهم. أما أن يوجه الأمن بمنعهم وإغلاق الأبواب في وجوههم فإن ذلك فهم مختلف تماما للشفافية والمكاشفة والوضوح التي يجب أن تتسم بها المرحلة، بل هو فهم مغاير لمعنى التواصل بين المسؤول والمجتمع، ونستطيع القول بأنه قد يوحي بالاستخفاف بالمجتمع بهكذا تعامل مع الوسطاء بينه وبين المسؤول.

أيها السادة المسؤولون: نأمل ألا تتكرر مثل هذه الحادثة التي لا تليق بالمسؤول والوطن والمواطن.

habutalib@hotmail.com