-A +A
عبدالله عمر خياط
.. مع إشراقة يوم أمس السبت فاجأني أخي المستشار أحمد الحمدان بمكالمة هاتفية على غير عادته وهو يقول: قرأت مقالك اليوم عن المولد، وإني أذكرك بما سمعناه من السيد محمد أمين كتبي – رحمه الله - يوم كنا ندرس على يده اللغة العربية في منزله!- أذكرُ ذلك ولكن عن أي موضوع يا أبا خالد؟ وبالمناسبة فإنه كان يدرس بالفيصلية الابتدائية في الوقت الذي كنت أدرس فيه بالعزيزية الابتدائية ويجمعني به المسجد الحرام للمذاكرة.

- قال: ماذا قال عن الاحتفال بالمولد؟


- قلت: أذكرُ أنك سألته أنت عن المولد؟ فقال لك وأنا أسمع: «إن الاحتفال بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها يوم مولده ليست وقفاً على يوم المولد أو شهر ربيع، بل إن من الواجب أن نعطر مجالسنا بسيرته الشريفة على مدار العام.. ولقد تعودت مع كل من السيد الشيخ علي المالكي، والسيد محمد نور سيف، والسيد حسن مشاط، والسيد علوي المالكي الحسني، على الالتقاء كل أسبوع لاستعادة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث في كل لقاء عن يوم مولده، أو عن رسالته التي كُلف بها لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، أو يوم هجرته وتفاصيل أخرى عن الغار، وكيف استطاع بعناية الله أن ينسل من منزله من بين فتيان قريش التي أرادت اغتياله، وارتفاقه عليه السلام لصاحبه أبي بكر الصديق – وهو الصحابي الوحيد – الذي جاء اسمه في القرآن الكريم بقوله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}.

أو ما جرى بعد ذلك من جهاد في سبيل الله وانتصاره عليه الصلاة والسلام في جميع غزواته، وأن ما تعرض له في أُحد لم يكن إلا بعدم التزام الرماة لأعالي جبل أُحد، أو النصر الذي أعقبه في بدر وما إلى ذلك من التفاصيل.

قلت: وإني لأذكر أن أحد الرجال الأفاضل من أصحاب المال والجاه تناول العشاء الذي دعاه له فضيلة السيد محمد علوي المالكي بحضور عدد كبير من رجال العلم والأدب والصحافة في مقدمتهم كل من: الشيخ صالح محمد جمال، والأستاذ الكبير أحمد محمد صالح جمال، والشيخ محمد سفر، والأستاذ حسن عبدالحي قزاز – رحمهم الله جميعاً – ومعهم صاحب المعالي الشيخ زكي يماني، والسيد علوي التونسي، ورشاد زبيدي.

وقبيل تناول العشاء قرأ كل من الشيخ زكي داغستاني والشيخ عباس المالكي آيات من القرآن الكريم أعقبها كلمة طويلة تحدث خلالها السيد المالكي عن موضوع صلة الرحم وأهميته، وعن أهمية إقامة الصلوات في أوقاتها عملاً بالحديث الشريف الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «الصلاة على وقتها». ثم شرح هذه الآية الكريمة من القرآن ونصها: {ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان معذبهم وهم يستغفرون}.

وتراني أعجبت بالشعر الذي أنشده أخو السيد:

وأحسن منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساءُ

السطر الأخير:

قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}