-A +A
فيصل الخماش (جدة)
رسالة إلى: العملة المعدنية

«أترنم سروراً، ويخفق فؤادي جذلاً وحبوراً، وأنا أبلغك أن «عمراً جديداً كُتِبَ لك»، وحان دورك الآن للمساهمة بشكل فعال في الاقتصاد الوطني.. دمتِ في جيوب المستهلكين..».


التوقيع: الإصدار السادس من العملة السعودية

هذه الرسالة الافتراضية، تلخص حجم النجاح المحقق، عن طريق الإصدار الجديد للعملة، الذي أطلقته مؤسسة النقد العربي السعودي أمس الأول، إذ أسهم في إنعاش العملة المعدنية وإنقاذها من الموت، نتيجة انحدار تداولها بين المستهلكين لمستويات ضعيفة وتاريخية، لتبقى دون 30 مليون ريال خلال الأعوام العشرة الماضية بحسب إحصاءات غير رسمية.

هذه المستويات الضعيفة، وعلى رغم أهمية تداول العملة المعدنية بحسب المحللين الاقتصاديين، باعتبارها من أسس التداول النقدي، حاليا ومستقبلا، لا تحمل معها أي علامات للقلق على محيا أغلب شرائح المجتمع السعودي، المعتادين أصلاً على تداول العملة الورقية بشكل مفرط، والعمل على التخلص من العملة المعدنية بأي وسيلة ممكنة وفي أسرع وقت.

الثقافة المتشكلة عبر تراكمات السنين دقت ناقوس الخطر، ودفعت الجهات المختصة لإعداد الدراسات اللازمة لحل هذه المعضلة المؤثرة بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني، ما دعا محافظ «مؤسسة النقد» أحمد الخليفي إلى تأكيد أن «سك الريال وتداول الريال المعدني له العديد من الآثار الإيجابية على الاقتصاد»، وزاد: «العمر الافتراضي للعملة المعدنية يقدر ما بين 20 إلى 25 سنة، فيما لا يتجاوز العمر الافتراضي للعملة الورقية فترة تتراوح ما بين 12 إلى 18 شهرا حسب ظروف التداول».

كل هذه الآثار الإيجابية دفعت «ساما» نحو تحويل الريال الورقي إلى معدني، فضلا عن إضافة عملة معدنية جديدة بقيمة الريالين، طمعا في دعم الاقتصاد، والمحافظة على سلامة المستهلكين من المخاطر الصحية الناجمة عن استخدامات العملة الورقية، في وقت تصدر الدور الجديد للعملة المعدنية نقاشات السعوديين، سعيا نحو إيجاد الحلول المناسبة لجعل الجيوب سكنها، وقبل ذلك الوقوع في غرامها بعد أعوام من الجفاء، المقيدة أسبابه ضد مجهول.