فيصل الشهري
فيصل الشهري
-A +A
علي فايع ( أبها )
القاص والناشط الثقافي فيصل الشهري له تجربة مختلفة وبعيدة عن المؤسسات الثقافية، لإيمانه بأنّ تجربته تمنحه حرية أكبر ومسؤولية كذلك، إذ يؤمن بأهميّة ألاّ يكون منتميا، لأنّ الانتماء المؤسسي لا يمنح صاحبه مساحة واسعة من التلون، ولا يفتح له النوافذ في كل اتجاه، الجميل كما يقول «أن تصافح الجميع، وفي ذات الوقت تنتقدهم».

يتحدث الشهري عن تجربته بقوله: بدأت نشاطي القرائي وحيدا، وبعد اكتمال إحدى مسوداتي شعرت بأنها تستحق النشر، راسلت دور النشر، وكوني في منطقة منعزلة اعتمدت على الاتصال والإيميل لأتعلق كغريق بأول دار نشر تبدي استعدادها واستغلالها لجيبي النحيل. فدفعت كثيرا لتعود لي كامل النسخ بعد مماطلة في الرد وتراخ في التوزيع، ومع كل هذا كانت تجربة ثرية ووقعها في داخلي جميلا وإيجابيا.


ويضيف، كنت وما زلت مصرا على الطباعة داخل وطني أو بالأدق هذا ما وجدته أمامي وفعلته مع كتابي «قمم لذوي الهمم» لأقع في فخ شراء الحقوق من قبل الدار، حينها غادرت وطني لمصر لأخوض تجربة عابثة مع دار مصرية في كتابي «سحائب الحب»، وبفضل تجولي في معرض الرياض الدولي للكتاب تعرفت على الدور الكويتية، واقتربت منها، وشعرت بتقديرهم للسطر وترحيبهم بالجميع فقدمت كتابين تربويين لدار المسيلة عن «خرائط التفكير في تنمية مهارات الحل الإبداعي للمشكلات» نظري وتطبيقي، ومنها إلى دار نوفا بلس التي كانت ومازالت تسير وفق رؤية واضحة في استقبال النصوص وعرضها على لجان التحكيم للفرز في وقت وجيز وبشكل يحترم الكاتب ويقدر نتاجه، وطريقة التعامل جعلتني أكرر التجربة في عملين منفصلين هما مورفو الهراء والفجيعة.

ويرى الشهري أنّ العقبات كثيرة، لكنّ أبرزها، أنّه لا يرى لدينا أيّة بوادر لنشاطات شابة وجادة لإعادة الثقة في دور النشر المحلية بافتتاح مجموعة من دور النشر التي تحمل روح شابة ونفس عصري، إضافة إلى قلّة الدعم المالي للشباب، على مستوى الطباعة والنشر، وعلى مستوى تشجيع الأفكار ورعايتها.

ويتهم المؤسسات الثقافية بأنها لا تحترم النتاج الأدبي والثقافي، لأنّ مهمتها تنتهي عند إصدار الكتاب والحضور المخجل في معارض الكتاب بأرفف كثيرة ونتاج قليل، وهذا ما جعلني أجفل عنها وأتنكر لها، إلا أنني بعد أن رأيت تصحيحا ملفتا لنادي الرياض الأدبي في توزيع إصداراتهم داخل المكتبات الكبيرة، لذا قررت خوض تجربتي القادمة معهم.