عمر التميمي
عمر التميمي
-A +A
عمر عبدالوهاب آل عيسى التميمي
ظلموك و بـ«الواو» أرمزوك، فبوجودك إما ضوء أحمر أو أخضر، يتردد اسمك بجامعاتنا، وتفرض نفسك بمؤسساتنا، وتلوي أذرعا قوية بقطاعاتنا ولشتى معاملاتنا، وتكسر أنوفا ولو بلغت ملايين أصحابها ألوفا، وتعصر دماء وجوههم مهما علا سلطانهم. الجل متيم بك، بعد تجريدك من ماهيتك، وأقحموك بمتاهات غدت كمسلمات، حرمت أناسا من حقوقهم، يستحقونها بجدارتهم، وبسببك وضعت عقبات أمامهم، وألصقت زورا نكبات بظهورهم، ومنحت الثريا لشلل من البشر، لا يعرفون من الكفاح اسما ولا رسما، ولا من الاجتهاد فعلا ولا وصفا.

ضربت الواسطة أطنابها في بلادنا، وبها ازداد بلاؤنا، وعطلت مشاريعنا، وحرمت الكثير من نعيمنا، وساوت البليد بمن عزيمته كالحديد، فهي أبرز صنوف الفساد، نخرت الأوتاد، أورثت الكساد، يجيد استخدامها الحساد، فحقيقتها فيروس ينخر مثل السوس، قطاعاتنا تحتاج آلاف الموظفين الوطنيين، ولا تجد إشغالها بسرعة مطلوبة، لكون متنفذيها يسيرونها بخطط مقلوبة، تماهيا مع مصالحهم، أو انتظار سنوات ليكبر أبناؤهم وأحفادهم ليملأوا المنظمة بهم!


ولذا يوجد مسؤولون مستعدون لإيقاف خط إنتاج بمصنع ضخم أو لشلّ أقسام في سبيل ملئها بأقاربهم، بعدما حصروا مناصبهم للتملق والفزعة ولـ«المواجيب». لا أخالكم تجهلون ما يعقبها من ترهل بالأداء، وتفشي التسيب و«البزوطة»، ومن ليس لديهم ظهر ينهكونهم بالعمل وترمى عليهم كل ورطة، والعلاوات تجري خلف المقربين من المسؤولين ولو كانوا أغلب وقت دوامهم بفرشهم نائمين، ومن سواهم فليتضرعوا لربهم بألا يطالهم الفصل من العمل! وهكذا دواليك عند تفحصك لأغلب القطاعات حواليك.

إن التنمية المستدامة يا سادة لا تتأتى بمنحى كهذا؛ لبعده عن مبدأ حسن الشفاعة. بعدما تحولت الواسطة بمجتمعنا لسمة استغلها كل عديم ذمة، وأورثت الحاجة لأغلب فئات المجتمع وابتزهم الخبثاء في أموالهم، وضاعفت هموم شعبنا بين موظفين قلقين، وعاطلين محتاجين، وبين مصير الآلاف من الخريجين المبتعثين! حتى عند الإعلان عن مقابلات بغرض التوظيف، يفد ذوو مؤهلات من شمال وجنوب البلاد، يتكبدون عناء السفر ونفقات الطعام والمبيت لينتهي الأمر بتوظيف آخرين بعضهم لم تُجرَ معهم مقابلة! إن حالنا المزري بسبب الواسطة يقتضي علاجا جذريا وحلولا جريئة ولو استدعى الأمر لوضع مكاتب لنزاهة «فعالة» أو زرع مخبرين بكل جهة وأولها سيئ الذكر القطاع الخاص قبل العام!.