-A +A
تركي الدخيل
كان إعلان الميزانية حدثا اقتصاديا بامتياز، اهتمت به دول العالم قاطبة، ذلك أن اقتصاد السعودية هو الأقوى عربيا، وهي عضو بمجموعة العشرين، وفوق ذلك هي أقل دول مجموعة العشرين من حيث نسبة الدين.

الإجراءات التي اتخذتها السعودية لها ما يشبهها من قبل، إن تذكّرنا بعد حرب الخليج الثانية، ونزول أسعار النفط بشكل قوي. الفرق أن الإجراءات الحاليّة ضمن مشروع مجتمعي وسياسي، السياسي هو الرائد فيها والمجتمع يستجيب، كما أن الرؤية تمتد لأجيال بفوائدها ونتائجها.


للأسف نعتاد على طموحات سريعة، غالبا بسبب النمط الرعوي الذي عشناه، لكن الاقتصاد الأممي القائم يقوم على موارد البشر في الدولة، وإنتاجهم، ومستوى تطورهم تبعا للتحديات التي يريدونها، وللاحتياجات الوطنيّة المطلوبة علميا وعمليا، ومن هنا كان الاستغناء عن بعض الكليّات الجامعية، التي لايتطلب نتائجها سوق العمل.

لم يكن مفاجأة هذا التضافر الشعبي الاستثنائي، شرقت #الحسابات_السوداء بالانتصار المجتمعي، ذلك أن السياسي لم يتخذ القرارات خارج سياق التداول مع أفراد المجتمع، ونخبه، وحتى شبابه عبر ورش العمل، والمؤتمرات الصحفية واللقاءات التي سبقت إطلاق خطة التحول الوطني، ورؤية 2030، وميزانية العام.

هذا هو النمط الحديث، الشورى والتداول، ثم إصدار القرار، أدام الله عزّ هذه البلاد.