-A +A
عزيزة المانع
الأستاذ حمد القاضي، علم من أعلامنا الثقافية الشامخة، لا يذكره أحد إلا ويذكر الرقة واللطف والدماثة الأخلاقية التي لا تفارقه لحظة، حين يكتب تفيض كتاباته بما تحمله نفسه من الطيبة والتسامح وحب الخير للجميع، وربما لذلك قال عنه غازي القصيبي رحمه الله «حمد القاضي لا يغمس قلما في مداد، ويكتب على ورقة، إنه يغمس وردة في محبرة الحب ويكتب على شغاف القلوب».

وقد استوقفني هذا الوصف لما رأيت فيه حقا من مطابقة لما يكتبه القاضي دائما، سواء في ما يؤلفه من الكتب أو ما ينشره في الصحف من مقالات. فمن سمات القاضي البارزة، أنه لا يجرح أحدا، لم أقرأ له يوما كلمة جارحة في حق أحد، ولم أسمعه يوما يدخل جدلا أو خصاما مع أحد، فشعاره الذي يرفعه (سامح) و(تجاوز) و(انس)، فأراح نفسه وكسب حب الناس.


ليس هذا فحسب، فهو يتسم أيضا بالوفاء، الوفاء لأصدقائه وغيرهم ممن يعرف من رموز بلده، لذا فإن معظم مؤلفاته هي في رثاء من رحل منهم، يختار السمة البارزة في كل منهم فيكتب عنه من خلالها، ألف في رثاء د. غازي القصيبي فكتب عن الجوانب الإنسانية في شخصيته، وألف عن د. عبدالعزيز الخويطر، فكتب عن سمة النزاهة لديه، وألف عن الشيخ حسن آل الشيخ، فكتب عن حبه الناس وحب الناس له. حمد القاضي له عين لا ترى في الآخرين سوى أجمل ما فيهم، أفلا يكون حقا بعد هذا أن يقال عنه إنه «يغمس وردة في محبرة الحب ويكتب على شغاف القلوب».

من الإصدارات الجديدة للقاضي كتاب أنيق الشكل عنوانه (مرافئ على ضفاف الكلمة)، يضم بين دفتيه مجموعة جميلة من المقالات الأدبية في مواضيع شتى. الكتاب مقسم إلى أربعة فصول هي: (مرافئ اجتماعية) يضم المقالات المكتوبة في مواضيع اجتماعية عامة، و(مرافئ وطنية) ويضم مقالات في حب الوطن والوفاء له، و(مرافئ تأملية) يحتوي مقالات في التأمل في الطبيعة والحياة والعلاقات الإنسانية، و(مرافئ ثقافية) ويشمل مقالات عن الشأن الثقافي العام.

لغة الكتاب أدبية حالمة، تنقل فكر المؤلف وما يريد إيصاله إلى القارئ بهدوء، فلا ضوضاء ولا صراخ أو جلبة، يتنقل بالقارئ بين المعرفة والأدب والتراث والشعر القديم والحديث، فيتجول قارئه معه بمتعة لا يشوبها ملل.

شكرا للأستاذ حمد القاضي على إهدائي كتابه الجميل، وتمنياتي له بالرواج وتحقيق نسبة مبيعات عالية، فدخل جميع مبيعات كتب حمد القاضي للجمعيات الخيرية والاجتماعية، وهو ما يتسق مع شيمه الخلقية.