-A +A
أحمد عجب
حين تم القبض على أحد مشاهير السوشل ميديا، لنشره مقطعا مثيرا يتحدث من خلاله بنبرة المتحدي على أنه سوف ينتقد كل القرارات الصادرة أياً كان موضوعها ولن يستطيع أحد أن يوقفه، ظهر علينا بعد أيام بصورة مختلفة وعلامات الانكسار بادية على وجهه (وإن حاول إخفاءها) وهو يقول «لم أكن أقصد شيئاً ولكن الناس فسرت كلامي بشكل خاطئ»، هذا التبرير السخيف الذي نسمعه باستمرار، قالته من قبل تلك الكاتبة الخليجية بعد تغريداتها المثيرة بتويتر واستدعائها من قبل النيابة العامة، كما رددها الكثيرون ممن أطلقوا تعليقاتهم المهينة أو عباراتهم الجارحة كوسيلة توصلهم للغاية الأهم وهي الشهرة، قبل أن يقعوا تحت طائلة القانون ويحاولوا تحريف كل ما ذكروه!

أي شخص من حقه الدفاع عن نفسه متى أدخل لقفص الاتهام، لكن ليس من حقه أبداً أن يسقط الجرم على متابعيه وبقية الناس حين يتهمهم بأنهم «أغبياء لا يفهمون»، هؤلاء الذين تتهمهم الآن بقلة الفهم وبأنهم فسروا كلامك خطأ، هم ذاتهم الذين تتباهى في حواراتك الإعلامية بتعليقاتهم وإعجاباتهم كلما ورد السؤال عن عدد المشتركين بقناتك أو عدد المتابعين لصفحتك، وأنتم أيها المعجبون بهذا المسخ، إلى متى تظل الغشاوة على أبصاركم، أليس هذا هو الشخص الذي أعجبكم مقطعه القوي أو تصريحه الناري ورحتم تتداولونه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكثير من الإطراء والإشادة، ها هو الآن يقف مطأطئ الرأس وهو يحملكم المسؤولية ويقول عنكم أنكم لا تفهمون شيئاً!؟.


في اعتقادي أن ما يقوم به مثل هؤلاء الأشخاص من تجن على المجتمع وهم يصفون أفراده بأنهم عديمو الفهم، يعد جريمة تفوق في أثرها تلك التهمة التي وجهت إليه، أما أن يخرج هكذا دون عقاب ولدرجة أنه يعاود بث مقاطعه السخيفة حتى قبل أن يخرج من حرم الجهة التي استدعته، فإن هذا يعني المصادقة على صحة دفوعه، وإلا لو كان أدين حقاً لسحب منه الجوال على الأقل ومنع من استخدامه كالأطفال فترة من الزمان حتى يعرف جيداً بأن ما قام به من سلوك يعد «عيب يا بابا» وأنه لو كررها سوف يتعرف على «أبو زعبل».

الشيء الآخر الذي أتمنى فعله (قبل أن يمنع من الجوال) أن يظهر أمام المجتمع معتذراً عن تصرفاته الحمقاء وأن يؤكد على أن ما فهمه الناس هو في الحقيقة الشيء الذي كان يقصده تماماً، وأنه إذا كان هناك أحد غلطان فإنه هو وليس أحداً آخر وعليه أن يتحمل وحده تبعة خطأه، أما أن يظهر علينا بين الفينة والأخرى بمقطع فيديو صوت وصورة شخص أرعن يزبد ويرعد في كلامه ثم إذا قبضوا عليه كذب أعيننا وآذاننا وحملنا الغلط كله، فإننا مع تكرار هذه الظاهرة وبقاء مثل هذا النكرة من عالية المشاهير نكون بالفعل أغبياء ودائماً ما نفسر الأشياء بالغلط!.