-A +A
عبدالرحمن بن محمد المطوع
الرؤى الواضحة لاستشفاف المستقبل عادة ما تكون الأقرب إلى واقعها الحاضر، ويستند هذا المفهوم إلى كم المعلومات والإعداد الدقيق لأي خطة عمل أو إستراتيجية جديدة.

في مطلع السبعينات، تطور مفهوم «الجودة» إلى مرحلة «صفرية الأخطاء» أو «صفر أخطاء» Zero Defects، ويُعزى مفهوم «العمل بدون أخطاء» إلى الباحث الأمريكي فيليب كروسبي الذي طرحه في كتابه «الجودة مجانا» الصادر عام 1979، إذ دعا «كروسبي» إلى السعي للخروج بمخرجات أي منتجات وخدمات خالية تماما من العيوب والأخطاء ومطابقة تماما للمواصفات الموضوعة أو الضمنية.


ما نود أن نراه في كل ما يحيط بنا من خطط وتوزيع الميزانيات أو الترتيب لمشاريع هو الوصول إلى الهدف المنشود بأقل التكاليف وأعلى الكفاءات.

وكل ما سبق لن يتحقق إلا بوجود الطاقات البشرية المدربة والمؤهلة التي تصنع من المستحيل ممكنا كما يحدث في اليابان أو سنغافورة اللتين تعتمدان على توظيف العقول أكثر من استهلاك الموارد الطبيعية. فالوقت التي تستهلك دول مدخراتها بعوائد محدودة تستثمرالدول المتقدمة في رأسمالها الحقيقي وهو العقل البشري.

إذ يعتبر الاستثمار في العنصر البشري في مختلف دول العالم غاية لتحقيق التنمية الاقتصادية، ولذلك تنفق الدول المتقدمة من 2 إلى 3% من إجمالي موازنتها العامة على البحث والتطوير.

إن أغلب الصفقات المليارية التي دوت أنباء إعلانها في أصقاع الأرض تقوم على فكرة يراها أغلبنا سخيفة بينما هي تشغل قاعدة عريضة من سكان الكوكب كمستخدمين و أعني بذلك شركات مواقع التواصل الاجتماعي أو محركات البحث بالإضافة الى تطبيقات خدمات التوصيل والمواصلات.

لهذا علينا الأخذ في الاعتبار أن رأس مال المملكة هو شبابها وعقولهم النيرة فلنستثمر في تطويرهم بدلا من البحث عن فرص خارج القطب تكون بعوائد سريعة، لكنها ضعيفة وتحفها المخاطر من كل الجهات.