-A +A
محمد أحمد الحساني
حصل في ضاحية فنلندية حسب ما نشر في بعض مواقع التواصل أن سكان تلك الضاحية وعددهم زهاء أربعين ألف نسمة لاحظوا وجود الآلاف من اللاجئين العرب والمسلمين في ضاحيتهم وأنهم فقراء وليس لديهم مكان لأداء صلواتهم، وكان في الضاحية أربع كنائس للنصارى ومعبد لليهود، فقرروا برئاسة العمدة منح إحدى الكنائس للمسلمين وتحويلها إلى جامع وبذلوا من أجل ذلك مئات الآلاف من اليوروات ولكنهم فوجئوا بعد اكتمال تحويل الكنيسة إلى جامع بصراع حاد نشب بين أولئك اللاجئين وصل إلى حد تبادل الصفع والركل حتى تدخل البوليس لفض النزاع فانظروا إلى الصورة التي رسمها أولئك المسلمون عن دينهم وأمتهم؟!

وقد ذكرني ما حصل في الضاحية الفنلندية بموقف مماثل حدث قبل عقدين، عندما قررت السلطات الفرنسية إسناد مهمة اعتماد (اللحم الحلال) من قبل عدد من الجوامع في فرنسا لكسب ثقة مسلمي فرنسا والدول العربية والإسلامية المستوردة للحوم الفرنسية، فلما علم بعض أفراد الجالية المسلمة بحجم المبالغ التي سوف تجنيها تلك الجوامع من رسوم اللحم الحلال، أخذ كل فريق منهم يدعي أنه الأحق بالإشراف على تلك الجوامع، مما أدى إلى نشوب صراع سالت على أثره الدماء واضطرت السلطات عندها إلى تعيين حارس قضائي للإشراف على دخول المسلمين لأداء صلاة الجمع وكان الحارس امرأة شابة تلبس ثيابا قصيرة وتجلس على كرسي كاشفة عن ساقيها، فأخذ بعض المصلين (يولول) وينادي بالويل والثبور على وضع امرأة متبرجة على باب جامعهم ولم يسألوا أنفسهم كيف أنهم كانوا وراء جلبها لتنظيم دخولهم وخروجهم إلى الجامع بدون سباب أو عراك وظلت الحارسة القضائية تمارس عملها حتى تمت تسوية أمر ذلك النزاع قانونيا أمام محكمة مسيحية!


وواقع الحال أن معظم المسلمين الموجودين في دول الغرب يكون سبب هجرتهم الأوضاع السياسية والأمنية في بلدانهم وقد يكون سبب الهجرة البحث عن لقمة العيش ولكن بعضهم بدل أن يقدم صورة جيدة لدينه من خلال ممارسة شعائر العبادة بسكينة ووقار وأدب وحسن تعامل مع بيوت الله ليكون سلوكهم رسالة للشعوب المستقبلة لهم ودعوة غير مباشرة لهذا الدين العظيم، نجدهم يحكمون مصالحهم الضيقة وانتماءاتهم السياسية والحزبية فلا يلبث أن يتحول وجودهم إلى صراع وسلوك يقدم للمجتمع الغربي أسوأ صورة عنهم وعن الإسلام الذي هو بريء من تلك الأعمال والتصرفات غير المسؤولة وهكذا هم مسلمو آخر زمن!؟