-A +A
عبدالمحسن هلال
تسارعت وتيرة الانضمام لصندوق «رؤية سوفت بانك» وهو صندوق استثمار تقني ياباني، تساهم فيه هيئة الاستثمار العامة بمبلغ 45 مليار دولار، وقدم الجانب الياباني (الملياردير الياباني ماسايوشي سون) 24 مليارا، فقد أعلن الأسبوع الماضي انضمام شركة آبل بمليار دولار، وفي الطريق شركات كبرى أخرى مثل أوراكال وكوالكوم وفوكسكون، وهناك أخبار عن رغبة صندوق الثروة السادية في أبو ظبي الدخول في صندوق رؤية سوفت، مما يشي بإمكانية تغطية رأسمال البنك المستهدفة، 100 مليار دولار، قبل الموعد المحدد بنهاية يناير الحالي، ما يعني سرعة نشوء وادي سليكون جديد صناعي تجاري يطوع التقنية المتنوعة لاحتياجات الإنسان المتعددة.

مجال صندوق سوفت بانك سيكون الاستثمار في الأصول التقنية للذكاء الصناعي والروبوتات وانترنت الأشياء، وهي من الصناعات الحيوية في عالم اليوم، وبعد بدايات استثمارية متواضعة لرؤية سوفت بانك، 3 مليارات لشراء شركة بيتس المصنعة لسماعات الرأس، 1 مليار في شركة الأقمار الصناعية الأمريكية الناشئة، وهو ما انتقدته في مقال سابق، ثم 32 مليارا لشراء شركة مصممة لرقائق الهواتف الذكية، اتضحت نية الصندوق من خلال استحواذه على شركات تقنية متطورة تعمل على تسريع وتيرة التطور التقني ما يضعنا وسط هذه الحركة التقنية فعلا وتفاعلا. معروف أن الهدف من مساهمتنا في الصندوق لتنويع مصادر دخلنا بالاستثمار في صناعات ناجحة تحقق لنا مداخيل إضافية، معروف أيضا أنه استثمار رأسمالي نقدي، سؤالي ألا يمكن الاستفادة منه في استثمار رأس المال البشري؟


هذه الصناعات التقنية المتطورة التي يرعاها الصندوق، ومساهمتنا الكبيرة في رأسماله وحقيقة أننا من مؤسسيه، ألا يعطينا حق الاستفادة من بعض مشاريعه بانخراط شبابنا فيه، لم لا تفكر هيئة الاستثمار العامة في ابتعاث شباب للتخصص في هذه الصناعات للعمل بإحدى شركات الصندوق، لم لا نفكر في تحوير برنامج الابتعاث الخارجي لخدمة هذه الغاية بالتنسيق مع هيئة الاستثمار العامة، يمكننا تبني مجموعة من المهنيين الحالين، جامعيين أو خريجي معاهد التدريب والتأهيل، وإلحاقهم ببرامج مكثفة للعمل كمبتدئين في هذه الصناعة، تذكروا كيف بدأت عمالتنا في أرامكو من أسفل السلم وانتهت بسدة الرئاسة. يمكننا أيضا الاتفاق مع الشركات المستحوذ عليها من الصندوق لإنشاء معاهد تدريب تقني وتأهيل متخصصة داخل المملكة، وعلينا إنشاء معاهدنا العلمية التقنية المتخصصة لمثل هذه الصناعات.

شبابنا، وهم نسبتنا الغالبة، لديهم نهم تقني يتيح لهم سرعة دراسة واستيعاب التقنية وفهمها، وهذه المجالات هي التي يجب أن نفتحها لهم لبناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم لا المطالبة بتشغيلهم في حلقات الخضار والبقالات والمطاعم وكاشيرات، نعم كل المهن شريفة، لكن الحديث عن بناء وطن لا البحث عن وظيفة، وبالتصنيع والتقنية تبنى الأوطان، تجربتا سنغافورا والنرويج تحضران دوما كمثال.