-A +A
عبير الفوزان
كانت درجة الحرارة في العاصمة الرياض يوم السبت الماضي معتدلة، أشبه بأجواء داخلية لمجلس ترف، لذا تخفف الكثيرون من ملابسهم الشتوية واستمتعوا بالجو العليل.

يوم السبت الماضي أيضا كان الجو العام الذي أحاط بحي الياسمين، شمال الرياض يبعث للتساؤل، بعد أن سرب عدد من سكان الحي تصويرا حيا لعملية أمنية قضت على اثنين من المطلوبين في قائمة الـ9، فتداول مغردون وعبر تطبيق الواتساب صورا للإرهابيين بعد أن تم القضاء عليهما على يد رجل الأمن العريف جبران عواجي الذي كان أسرع منهما، وهما يحاولان الفرار بسيارة الشرطة.


يوم السبت كان آخر أيام إجازة الأسبوع وكان يوما هادئا بالنسبة للكثيرين ممن يستعدون لامتحانات منتصف العام.. لكنه لم يكن كذلك بالنسبة للمطلوبين طايع الصيعري، وطلال الصاعدي اللذين انتهيا بسرعة تتابع الذخيرة المصوبة تجاههما مخلفين وراءهما ذلك الخوف الذي عاشوه زمنا في وكرهما الذي تمت مراقبته من قبل الأمن.

تستطيع أن تلمس خوف الضحية منك، وأحيانا بإمكانك أن تشاهده عاريا يركض في الشارع، فالخوف دوما يخذل صاحبه، فلا يصل معه لخط النهاية أبدا، لذا دوما تقع الضحايا في المصائد والفخاخ. الإرهابيان كانا يشعران بصقيع الخوف طوال فترة فرارهما من الصيف الماضي وحتى هذا الشتاء، رغم أن درجة الحرارة يوم السبت كانت 25 درجة إلاّ أنهما حاولا تدفئة جسديهما من لسع الخوف فارتديا ملابس داخلية شتوية تليق بدرجات تحت الصفر. لم يكن الدفء حاضرا بالنسبة لهما في ذلك اليوم الذي لم تسعفهما فيه سيقانهم الخائفة للانطلاق صوب النجاة، حيث كان الساعد القوي الدافئ المفتول لهما بالمرصاد، ليسقطا بخوفهما وبردهما في بركة من دماء خائنة، في يوم بهي، في حي آمن وسعيد.