العملية الأمنية الاستباقية في شارع 105 بحي الياسمين بالرياض لم تكن كسابقاتها، بل كانت بداية قوية ونوعية، والأولى كعملية استباقية للعام 2017. كانت مفصلية وأكدت علو كعب السعودية في مكافحة الإرهاب وأنها الدولة القيادية في العالم في مناهضته، ولكن لماذا كانت هذه العملية مختلفة؟.. الأسباب كثيرة من أهمها:
أولاً: دخول الدليل الرقمي في مسرح الجريمة وهو الأول، إذ استخدم أحد سكان حي الياسمين الهاتف النقال في تصوير وتحديد موقع خبير التنظيم الإرهابي في صناعة المتفجرات ومعد الحزام الناسف لتفجير الحرم النبوي الإرهابي طايع الصيعري، والإرهابي الآخر طلال الصاعدي عند محاولتهما الهروب من موقع الجريمة عن طريق التسلق على أحد الجدران للهروب إلى الطرف الآخر للحي. وبعد توثيق الواقعة في الهاتف قام بتمرير المعلومة لرجال الأمن كما جاء في أخبار التاسعة في قناة أم بي سي.
ثانياً: سرعة نقل المعلومة الرقمية من المواطن إلى رجال الأمن في الميدان أسهمت في تقليل الخسائر بشكل كبير، وأربكت الإرهابيين ومكنت الجهات الأمنية من تحديد موقعهما قبل توجههما إلى الدورية ومحاولة الاستيلاء عليها.
ثالثاً: أثبت المقطع الذي قام بتصويره المواطن وتمريره لرجال الأمن بأن المجتمع يعمل يداً بيد مع الحكومة لمساعدتها على القضاء على الإرهاب.
رابعاً: من هاتف آخر تم توثيق الحدث الأهم عن طريق شقيقتين بتصوير الإرهابيين وهما قادمان من المنطقة التي كانا يحاولان الهرب منها والاستيلاء على الدورية الأمنية. أهمية التوثيق تكمن بتصوير الموقف الاحترافي والبطولي لرجال الأمن السعودي في التعامل مع مثل هذه الحالات. وكان جبران عواجي لهما بالمرصاد وأسقط الإرهابيين بمسدسه بعد استعراضه فنون المراوغة وسرعة المباغتة والجرأة والتدريب النوعي الذي حصل عليه. والأهم هو نجاح وزارة الداخلية بغرس الدين في هؤلاء الرجال مما يزيد توهجهم ويمنحهم قوة داخلية لمحاربة الإرهابيين، وهو ما يدلل على الإقدام وحب الشهادة من البطل جبران عواجي للدفاع عن دينه ووطنه وملكه.
خامساً: توثيق جوال الفتاة لهذا الحدث رغم خطورة هذا التوثيق على العملية بأكملها إلا أنها أحدثت تغيراً كبيراً على المستوى المحلي والعالمي، فعلى المستوى المحلي فقد ثبت من رصد الهشتاق #مقتل- إرهابيين- بحي- الياسمين تغير قناعات كثير من الشباب في المجتمع بالأبطال الحقيقيين في المجتمع والنماذج المشرفة التي تستحق أن تكون في المقدمة في برامج التواصل الاجتماعي بعد أن تصدر المشهد من هم ليسوا أهلاً له. هذا النجاح والبطولة لرجال الأمن سيكون قوة ناعمة خارقة تحجم تجنيد الشباب والمراهقين من قبل الإرهابيين في المملكة وستصعب مهمة التجنيد داخل المملكة عبر الإنترنت.
والأهم هو الضجة التي حدثت على مستوى العالم، وأثبتت بالأدلة القاطعة الرقمية أن المملكة حكومةً وشعباً تناغموا لمحاربة الإرهاب، وأن جميع شرائح المجتمع ترفض الإرهاب. وأنه لا يوجد ارتباط بين المملكة والإرهاب، ولا ارتباط بين منهج محمد بن عبدالوهاب والإرهاب، وأن المملكة هي مملكة الأمن والأمان. وأنها الأجدر بقيادة العالم في مكافحة الإرهاب. ويقدم دليلا قاطعا بأننا لسنا معنيين بقانون «جاستا»، فالحكومة والشعب تجلى موقفهما بكل وضوح في هذا المقطع الذي لم يتجاوز 40 ثانية، وهذا أكبر رد على قانون «جاستا». وحقق هذا المقطع ذو 40 ثانية ما لم تحققه القنوات العربية الفضائية ووزارات الخارجية. فالتأثير يكمن في المحتوى والتوقيت.
سادساً: أحدث المقطع الذي وثق هذا الإنجاز العالمي للمملكة رد فعل كبيرا وضربة قاصمة لداعش وخلية القطيف والمحرضين على الأعمال الإرهابية كالمحرض المقيم في أمريكا والذي اتهم بتورطه بالتحريض في أحداث القطيف وتواصله مع بعض أعضاء خلية العوامية حيث ذكر في تغريدة تدل على ما يكنه في قلبه من حقد أن ما حدث في الشارع 105 ما هي إلا تمثيلية!
ليس هذا فحسب لم تنته مهمة الأدلة الرقمية بعد.. السؤال هل ستلعب الأدلة الرقمية دوراً أكبر في الكشف عن أسرار قائمة المطلوبين (9) والتي لم يتبق منها سوى ثلاثة مطلوبين.
مسرح الجريمة في الشارع 105 يوجد به مسرح آخر افتراضي للجريمة لا تقل أهمية عن الأرض ويوجد بجهازين محمولين من نوع HP. هذا المسرح توجد به أسرار مهمة وخطيرة سيكشف عنها المختصون بعد تحليلها عن الخلايا، وعن قائمة من قاموا بالتواصل معهما من داخل وخارج المملكة، وعن انشطة الإرهابيين عبر الإنترنت كحساباتهم في شبكات التواصل والبريد الإلكتروني والفيديوهات والصور والمخططات والمواقع الإلكترونية التي تمت زيارتها. ليس ذلك فحسب بل قد يمتد مسرح الجريمة الافتراضي إلى هواتفهما النقالة إذا كانت من المضبوطات والتي ستكون فرس الرهان لكشف أسرار الخلية وسيلعب SIM card والهاتف الجوال دوراً مهماً بالإطاحة بالإرهابيين، وقد يكشف مطلوبين في قوائم أخرى ومتسترين وداعمين.
اهتموا بعلم الأدلة الرقمية فهو المستقبل لكشف أسرار الخلايا الإرهابية... وأصبحت الحاجة ملحة لطائرة من دون طيار في مواجهة الإرهابين داخل الأحياء. حقاً المملكة قدمت أنموذجاً عالمياً فريداً في مكافحة الإرهاب بخلطة مجتمعية عسكرية.
* عضو الأكاديمية الأمريكية للطبالشرعي - الأدلة الرقمية
أولاً: دخول الدليل الرقمي في مسرح الجريمة وهو الأول، إذ استخدم أحد سكان حي الياسمين الهاتف النقال في تصوير وتحديد موقع خبير التنظيم الإرهابي في صناعة المتفجرات ومعد الحزام الناسف لتفجير الحرم النبوي الإرهابي طايع الصيعري، والإرهابي الآخر طلال الصاعدي عند محاولتهما الهروب من موقع الجريمة عن طريق التسلق على أحد الجدران للهروب إلى الطرف الآخر للحي. وبعد توثيق الواقعة في الهاتف قام بتمرير المعلومة لرجال الأمن كما جاء في أخبار التاسعة في قناة أم بي سي.
ثانياً: سرعة نقل المعلومة الرقمية من المواطن إلى رجال الأمن في الميدان أسهمت في تقليل الخسائر بشكل كبير، وأربكت الإرهابيين ومكنت الجهات الأمنية من تحديد موقعهما قبل توجههما إلى الدورية ومحاولة الاستيلاء عليها.
ثالثاً: أثبت المقطع الذي قام بتصويره المواطن وتمريره لرجال الأمن بأن المجتمع يعمل يداً بيد مع الحكومة لمساعدتها على القضاء على الإرهاب.
رابعاً: من هاتف آخر تم توثيق الحدث الأهم عن طريق شقيقتين بتصوير الإرهابيين وهما قادمان من المنطقة التي كانا يحاولان الهرب منها والاستيلاء على الدورية الأمنية. أهمية التوثيق تكمن بتصوير الموقف الاحترافي والبطولي لرجال الأمن السعودي في التعامل مع مثل هذه الحالات. وكان جبران عواجي لهما بالمرصاد وأسقط الإرهابيين بمسدسه بعد استعراضه فنون المراوغة وسرعة المباغتة والجرأة والتدريب النوعي الذي حصل عليه. والأهم هو نجاح وزارة الداخلية بغرس الدين في هؤلاء الرجال مما يزيد توهجهم ويمنحهم قوة داخلية لمحاربة الإرهابيين، وهو ما يدلل على الإقدام وحب الشهادة من البطل جبران عواجي للدفاع عن دينه ووطنه وملكه.
خامساً: توثيق جوال الفتاة لهذا الحدث رغم خطورة هذا التوثيق على العملية بأكملها إلا أنها أحدثت تغيراً كبيراً على المستوى المحلي والعالمي، فعلى المستوى المحلي فقد ثبت من رصد الهشتاق #مقتل- إرهابيين- بحي- الياسمين تغير قناعات كثير من الشباب في المجتمع بالأبطال الحقيقيين في المجتمع والنماذج المشرفة التي تستحق أن تكون في المقدمة في برامج التواصل الاجتماعي بعد أن تصدر المشهد من هم ليسوا أهلاً له. هذا النجاح والبطولة لرجال الأمن سيكون قوة ناعمة خارقة تحجم تجنيد الشباب والمراهقين من قبل الإرهابيين في المملكة وستصعب مهمة التجنيد داخل المملكة عبر الإنترنت.
والأهم هو الضجة التي حدثت على مستوى العالم، وأثبتت بالأدلة القاطعة الرقمية أن المملكة حكومةً وشعباً تناغموا لمحاربة الإرهاب، وأن جميع شرائح المجتمع ترفض الإرهاب. وأنه لا يوجد ارتباط بين المملكة والإرهاب، ولا ارتباط بين منهج محمد بن عبدالوهاب والإرهاب، وأن المملكة هي مملكة الأمن والأمان. وأنها الأجدر بقيادة العالم في مكافحة الإرهاب. ويقدم دليلا قاطعا بأننا لسنا معنيين بقانون «جاستا»، فالحكومة والشعب تجلى موقفهما بكل وضوح في هذا المقطع الذي لم يتجاوز 40 ثانية، وهذا أكبر رد على قانون «جاستا». وحقق هذا المقطع ذو 40 ثانية ما لم تحققه القنوات العربية الفضائية ووزارات الخارجية. فالتأثير يكمن في المحتوى والتوقيت.
سادساً: أحدث المقطع الذي وثق هذا الإنجاز العالمي للمملكة رد فعل كبيرا وضربة قاصمة لداعش وخلية القطيف والمحرضين على الأعمال الإرهابية كالمحرض المقيم في أمريكا والذي اتهم بتورطه بالتحريض في أحداث القطيف وتواصله مع بعض أعضاء خلية العوامية حيث ذكر في تغريدة تدل على ما يكنه في قلبه من حقد أن ما حدث في الشارع 105 ما هي إلا تمثيلية!
ليس هذا فحسب لم تنته مهمة الأدلة الرقمية بعد.. السؤال هل ستلعب الأدلة الرقمية دوراً أكبر في الكشف عن أسرار قائمة المطلوبين (9) والتي لم يتبق منها سوى ثلاثة مطلوبين.
مسرح الجريمة في الشارع 105 يوجد به مسرح آخر افتراضي للجريمة لا تقل أهمية عن الأرض ويوجد بجهازين محمولين من نوع HP. هذا المسرح توجد به أسرار مهمة وخطيرة سيكشف عنها المختصون بعد تحليلها عن الخلايا، وعن قائمة من قاموا بالتواصل معهما من داخل وخارج المملكة، وعن انشطة الإرهابيين عبر الإنترنت كحساباتهم في شبكات التواصل والبريد الإلكتروني والفيديوهات والصور والمخططات والمواقع الإلكترونية التي تمت زيارتها. ليس ذلك فحسب بل قد يمتد مسرح الجريمة الافتراضي إلى هواتفهما النقالة إذا كانت من المضبوطات والتي ستكون فرس الرهان لكشف أسرار الخلية وسيلعب SIM card والهاتف الجوال دوراً مهماً بالإطاحة بالإرهابيين، وقد يكشف مطلوبين في قوائم أخرى ومتسترين وداعمين.
اهتموا بعلم الأدلة الرقمية فهو المستقبل لكشف أسرار الخلايا الإرهابية... وأصبحت الحاجة ملحة لطائرة من دون طيار في مواجهة الإرهابين داخل الأحياء. حقاً المملكة قدمت أنموذجاً عالمياً فريداً في مكافحة الإرهاب بخلطة مجتمعية عسكرية.
* عضو الأكاديمية الأمريكية للطبالشرعي - الأدلة الرقمية