-A +A
عبدالعزيز معتوق حسنين
كلمتان غريبتان على اللسان ولكن بكل أسف الكثير منا يعمل بهما يوميا وبصفة كادت تصبح عادة في تعاملنا اليومي. لا شك أن الكثير من القراء الكرام ملمون بمعنى هاتين الكلمتين، ولكن قد يكون بيننا من لا يعرف معناهما. فمن يعرف أرجو أن يبتعد عن التعامل بهما ومن لا يعرفون فلنشرح لهم ليتجنبوا فعلهما. نبدأ بكلمات الشاعر نزار قباني يقول: هو شاعر نرجسِي لأنه يتمرى بماء قصيدته. ويمشي وحيدا، على ضفاف لغته، ويصنع فنجانا من القهوة يقدمه لنفسه ويهدي نفسه وردة واحدة، كل يوم إذا لم يجد من تهديه ورودا. النرجسية تعني حب النفس، وهو اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين. وهذه الكلمة نسبة إلى أسطورة يونانية، ورد فيها أن نرجسوس كان آية في الجمال وقد عشق نفسه حتى الموت عندما رأى وجهه في الماء. كما يصاحب النرجسية شعور غير عادي بالعظمة، يسيطر على صاحبها حب الذات وأهميتها، وأنه شخص نادر الوجود أو أنه من نوع خاص فريد لا يمكن أن يفهمه إلا خاصة الناس. ينتظر من الآخرين احتراما من نوع خاص لشخصه وأفكاره، وهو استغلالي، ابتزازي وصولي يستفيد من مزايا الآخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية، وهو غيور، متمركز حول ذاته يستميت من أجل الحصول على المناصب لا لتحقيق ذاته وإنما لتحقيق أهدافه الشخصية. ويميل النرجسيون نحو إعطاء قيمة عالية لأفعالهم وأفضالهم. النرجسية Narcissistic في الإسلام.. عن عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه) قال: إن لم تكن عالما ناطقا فكن مستمعا أو قارئا واعيا. إن علاقة النرجسى بالإمعة هى للأسف مأساة الأمم وموت الشعوب وسبب كل علاقة مجتمعية فاسدة. أما عن الخيلاء يقول معجم المعاني: يمشي الخيلاء أي يمشي مشية المتكبر المعجب بنفسه. والخيلاء معناه التكبر والتعاظم. إن الإنسان يفعل ذلك تكبرا وتعاظما وفخرا. قال النبي (صلى الله عليه وسلم): وإِياك وإِسبال الإزار، فإِنها من المخيلة ولا يحبها الله. الخيلاء هو التبختر وإظهار الكبر في المشي ونحوه. بكل أسف مجتمعنا اليوم أصبح مليئا بمن يمشي في الأرض مرحا يتنرجس حتى في الحوار مع الغير يؤمن بأن الحوار هو ساحة حرب فيها المنتصر والمهزوم فلا يقبل أن ينتهي حواره عما يعلم وعما لا يعلم مع الغير إلا وهو منتصر مهما كلفه الحوار من وقت. هذا هو النرجسي أصبح وباء في مجالسنا بكل حزن وأسف. النرجسية والخيلاء يقتلان الحب دوما. النرجسي وذو الخيلاء إنسان منبوذ ممن حوله سواء أقارب أو أصدقاء مع قلة الأصدقاء لنفورهم من خلقه الكريه. يروى أن رجلا كان يسعى بين الصفا والمروة راكبا فرسا وبين يديه العبيد والغلمان توسع له الطريق ضربا فأثار ذلك غضب الناس وحملقوا فيه وكان فارع الطول واسع العينين. وبعد سنين رأه أحد الحجاج الذين زاملوه يتكفف الناس على جسر بغداد فقال له: ألست أنت الرجل الذى كنت تحج فى سنة كذا وبين يديك العبيد توسع لك الطريق ضربا؟ فقال: بلى قال: فما صيرك الى ما أرى؟ قال: تنرجست وتماثلت الخيلاء فى مكان يتواضع فيه العظماء فأذلنى الله فى مكان يتعالى فيه الأذلاء. للتواصل (فاكس 0126721108)