عبدالله بن محمد آل الشيخ
عبدالله بن محمد آل الشيخ
-A +A
عبدالله بن محمد آل الشيخ
ليسمح لي أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور المثَقّف فيصل بن مشعل بأن يكون عنوان مقالي المتواضع من حديثه في مجلسه الأسبوعي للعلماء والمسؤولين وأعضاء الشؤون الإسلامية، وتأكيده على «أن تعزيز الأمن الفكري من صميم ومسؤولية خطيب الجمعة، خصوصاً في هذه المرحلة الحسّاسة، لا سيما أن منبر الجمعة له دور مهم في توجيه الناس وإرشادهم وتعزيز القيم الإسلامية من خلال الخطاب الدّيني المتّزن والواعي، والسّير على منهج الوسطيّة والاعتدال وتفعيل دور الخطباء في محاربة الأفكار المنحرفة، وأهمية تفعيل دور المسجد في محاربة الغلّو والتّطرف والانحرافات الفكرية لأن الفكر لا يُحارب إلا بالفكر، وأن دور أئمة المساجد إشْعار المجتمع بأنهم رجال أمْن في وجه من يحاول المساس بأمن الوطن ومواطنيه وإرشادهم بالكلمة الطّيبة والموعظة الحسنة واستنكار الأعمال الإرهابية والإجرامية دون انتظار التوجيهات.

حديث الأمير فيصل بن مشعل كان موجَّها من القلب لكل عالم وإمام جامع على هذه الأرض المباركة، حديث المسؤول الذي جمع بين الإمارة والعلم والإدارة وثقافة المواطن المتابع لهموم المواطن والوطن، ويدرك مدى أهمية دور الأئمة والجامع في المشاركة بوازع ديني صادق في تثقيف المجتمع الذي يتابع خطبة الجمعة، التي للأسف أنها أحياناً تفْتقد من البعض التركيز على شباب الوطن ومعاناة الوطن من التطرّف ومحاربة الإرهاب، وَمِمَّن يحاول الزّج بهم في بؤر الاقتتال والجحيم بدعاوى الجهاد الذي كما نرى ونتابع فقدان الأمن والاستقرار وأرواح بريئة بسبب هذه الدعوات من أعداء الدّين والأمّة من أجل إعطاء الفرصة للمزيد من محاربة الإسلام والمسلمين.


إن دور وزارة الشؤون الإسلامية في هذا المجال دور كبير، وهي لا شك تبذل مساعي حثيثة لتفعيل دور المساجد مُمثّلة في أئمتها الأفاضل بترسيخ أهمية المسجد في الإسلام ودوره في الذِّكْر والتعليم الشرعي وتحقيق أواصر المحبة والألفة بين المسلمين، ولا بد من الإشادة بالدور الكبير الذي يبذله الأمير سلطان بن سلمان بحكم رئاسته الشرفية لمؤسسة الفوزان لإعْمار المساجد وما من فرصة متاحة من خلال مناسباتها إلا ويطرح أفكاراً رائدة بأهمية تفعيل دور المسجد، وأقترح سموه بأن تكون البداية من الجامع الذي شيّده على حسابه الخاص باسم والدته الأميرة سلطانه السديري -رحمها الله- بحي القدس بالرياض لتكون منه الانطلاقة قريباً بإذن الله.

من هنا فإنني أدعو وزارة الشؤون الإسلامية وضمن نشاطها المتواصل بالتّحرك السريع وتبنّي فكرة أحياء دور المسجد في الإسلام من خلال أئمتها وخطباء الجمعة بها لتكون منارة إسلام وسلام ودعوة حقّ وزهق للباطل وشعلة تنوير لشبابنا وتحذير لهم من الفتن المحيطة بالبلاد والعباد.