-A +A
رجاء الله السلمي
- يقال: «إن المنطق يقودنا للأخطاء، لكن الضمير لا يفعل ذلك أبداً!»

- ومناسبة القول..


أشواقنا جميعا لإعلام يحتكم لهذا الضمير ويحكمه في كل قضاياه وحتى في شجاراته.

- فكلنا ندرك تأثير الإعلام على المشهد الرياضي

- وقدرة هذا الإعلام على صناعة الدهشة والإثارة وحتى صنع القرار في أحيان كثيرة.

- وهو ما يتطلب إعلاماً واعياً نزيها يراعي مصلحة الوطن دون الانكفاء على الأجندة الشخصية.

- خاصة أن ما تحقق من مكاسب إيجابية في أكثر من جانب واتجاه يستحق أن نعض عليه بالنواجذ.

***

- هذا واجبنا كأفراد.

- كما أن هناك ما تستطيع المؤسسة الإعلامية الرسمية القيام به للمحافظة على هذه المكتسبات

- وإبقاء الإعلام في مستواه وقيمته وحضوره ومهنيته العالية

- كونها بما تملكه من آليات ملزمة بدورها في الحفاظ على هويته

والاحتفاظ بكل مكوناته ودعم قوته وديمومته.

- ووسائل الإعلام ـ هي الأخرى ـ وعلى اختلاف مسمياتها

تحمل نفس القدر من المسؤولية المشتركة

في فرض الالتزام المهني والأخلاقي والإنساني أيضا.

وضبط الإيقاع العام لضمان توافر المصداقية

- وإبقاء الضمير المهني مرجعا ثابتا لكل الخلافات والاختلافات

تحت شعار.. اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

***

- أما أصدقائي وزملائي الإعلاميون وأرباب الكلمة

- فلا أخشى على الإعلام الرياضي ـ تحديداً ـ إلا من بعضهم «وإن كانوا قلة».

- ذلك ـ البعض ـ الذي يرى الإعلام فرصته لتصفية الحسابات

وخدمة الميول والبقاء في دائرتها والعمل من أجلها،

وتطويع كل شيء لخدمة اللون.

- والانحسار على قضايا هامشية تذهب جفاء.

- والانشغال عن متطلبات المرحلة القادمة وضروراتها

- وما تحتاجه من طرح جاد ورؤى تدفع بالعمل الرياضي المحلي نحو المستقبل.

وكما قلت سابقاً..

الإعلام الرياضي السعودي وصل مرحلة عالية من الشفافية والوضوح وحرية الطرح.

- وهي مكتسبات حقيقية لا يجب أن نفرط فيها

ولا حتى أن نشوهها بممارسات ميول وعواطف لا تُمت للإعلام بصلة.

- وأخشى ما أخشاه أن نجد أنفسنا مكبلين بقيد صنعناه بأيدينا

إذا لم نفهم أين تقف حدود حرياتنا وأين تبدأ حريات الآخرين.

- وإذا ظل البعض منا يمارس تلك الشفافية بفهم خاطئ

يخدش حتى حياء المصداقية ويضرب في عمق المهنية

فإننا سنكون أمام إعلام تضيق دائرة تأثيره وقدرته على إحداث الفرق.

- فحرية الإعلام وفقاً لنظرية المسؤولية الاجتماعية تقول إن الحرية حق وواجب.

ولكن الأهم من ذلك.. إنها مسؤولية وطنية من كل اتجاهاتها وتفرعاتها.