ظاهرة الاستشراف التي جاءت عابرة لحياتنا ثم استقرت، هي في ظني أقرب ما تكون «متلازمة للتطهر من الخطايا على حساب الآخرين»، فكل الناس خطاؤون بما فيهم المستشرفون، لكن «المستشرفين» يزايدون على بقية البشر، بإظهار التطهر من خطاياهم على حساب الآخرين.
لقد اكتشفوا أن الرياء والاستشراف والوصاية، هي طريقة مثلى للوجاهة الاجتماعية، أو للعودة للمجتمع بعد الوقوع في المصائب والإخفاقات، وربما لإبعاد العين عن التصرفات السرية التي يقوم بها البعض، فضلا عن كسب ثناء صبيان وغلمان فلول الصحوة، ليحقق منها الفاشلون الشهرة والحضور الاجتماعي، عدا كونها إحدى الطرق السهلة والسريعة لجلب المال «الوسخ»، القادم من جيوب السذج.
عنف وتنمر الحركيين والمستشرفين الاجتماعي، يدفعهم لملاحقة السعوديين، في كل تفاصيل حياتهم، في حلهم، وسفرهم، في جامعاتهم ومدارسهم وأسواقهم «هنا»، وفي ابتعاثهم، وسياحتهم، خارج الحدود.
لقد وصل الأمر لحد الاختناق، وحسن الظن، وتجاوز الأمر كل حدود اللياقة، بل أصبح ترصدا، واستعبادا لمن هم أقل إسلاما وإيمانا - حسب تصنيفهم – لمن هم خارج دائرتهم، ويدفعهم لقذف وتجريم كل من يستقطع الفرح والحياة البسيطة لنفسه ولأسرته، ورميه بتهمة الدياثة تارة، وبالتغريب تارة أخرى.
القضية هنا ليست خاصة بدار للسينما تعرض فيها نفس الأفلام التي تعرض في كل عواصم الدنيا، ولا بحفلة فنية يتيمة لمجموعة من الفنانين السعوديين، بل بمبدأ إبقاء هذا الشعب «الغلبان» تحت رحمة الوصاية، وداخل «حوش الحركيين وقنواتهم وبرامجهم»، بينما بعض الحركيين لا يغادر طرابزون إلا ليذهب إلى ابيزا، ولا يخرج من مزرعة مليئة بالنعائم، إلا ليصعد جناح فندق فاخر في إسطنبول أو الدوحة.
الغريب أن مثل هذه الملاحقة، لا تستشرف على الدورات المشبوهة فكرا ومقصدا، التي يقيمها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين «الإرهابية» لفتيات وشبان سعوديين في تركيا وقبرص، والذين يتم إسكانهم في غرف فندقية متجاورة، ويقيمون أنشطة رياضية وثقافية مختلطة.
كيف تصبح الدورات المختلطة حلالا، والشيلات التي تستخدم الأورج، في تجمعات ضخمة للشابات والشبان الوسيمين أمرا مقبولا، فقط لأن المشرفين عليها من نفس الرهط «المنتفع»، المنتمين للتيار والكيان، بينما كل نشاط خارجها محرم وهادم لسور الدين.
لا يستطيع أي عاقل أن يقنعنا، أن هناك فرقا بين حفلة شيلات يغني فيها شاب وسيم بالأورج للفتيات، وهن يرددن معه الشيلات ويتساقطن أمام المسرح، يصرح لها ولا يحتسب عليها، وحفلة لمحمد عبده يغني فيها للشباب فقط.
الاستشراف الذي استوطن حياتنا فجأة، لا يركز كثيرا على ملاحقة الزواج من العربيات اللاجئات في مخيمات الفقر والحاجة، كما لم يركز سابقا على استغلال اللاجئات البوسنيات، ولا على الزواجات السريعة في إندونيسيا وغيرها من بلاد الاستجمام الصحوية، بأوراق تكتب في أدراج غرف النوم.
أعوام طويلة من موضة الاستشراف والاحتساب التويتري البغيضة، تشكلت بسلطة الطقوس التي تقدمت على الإيمان الحقيقي، بالتأكيد إنها لا تخص السعوديين لوحدهم، إلا أنها استشرت في مجتمع يقدس المظاهر على المخابر، ويقدم الشكل على العقل.
لقد اكتشفوا أن الرياء والاستشراف والوصاية، هي طريقة مثلى للوجاهة الاجتماعية، أو للعودة للمجتمع بعد الوقوع في المصائب والإخفاقات، وربما لإبعاد العين عن التصرفات السرية التي يقوم بها البعض، فضلا عن كسب ثناء صبيان وغلمان فلول الصحوة، ليحقق منها الفاشلون الشهرة والحضور الاجتماعي، عدا كونها إحدى الطرق السهلة والسريعة لجلب المال «الوسخ»، القادم من جيوب السذج.
عنف وتنمر الحركيين والمستشرفين الاجتماعي، يدفعهم لملاحقة السعوديين، في كل تفاصيل حياتهم، في حلهم، وسفرهم، في جامعاتهم ومدارسهم وأسواقهم «هنا»، وفي ابتعاثهم، وسياحتهم، خارج الحدود.
لقد وصل الأمر لحد الاختناق، وحسن الظن، وتجاوز الأمر كل حدود اللياقة، بل أصبح ترصدا، واستعبادا لمن هم أقل إسلاما وإيمانا - حسب تصنيفهم – لمن هم خارج دائرتهم، ويدفعهم لقذف وتجريم كل من يستقطع الفرح والحياة البسيطة لنفسه ولأسرته، ورميه بتهمة الدياثة تارة، وبالتغريب تارة أخرى.
القضية هنا ليست خاصة بدار للسينما تعرض فيها نفس الأفلام التي تعرض في كل عواصم الدنيا، ولا بحفلة فنية يتيمة لمجموعة من الفنانين السعوديين، بل بمبدأ إبقاء هذا الشعب «الغلبان» تحت رحمة الوصاية، وداخل «حوش الحركيين وقنواتهم وبرامجهم»، بينما بعض الحركيين لا يغادر طرابزون إلا ليذهب إلى ابيزا، ولا يخرج من مزرعة مليئة بالنعائم، إلا ليصعد جناح فندق فاخر في إسطنبول أو الدوحة.
الغريب أن مثل هذه الملاحقة، لا تستشرف على الدورات المشبوهة فكرا ومقصدا، التي يقيمها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين «الإرهابية» لفتيات وشبان سعوديين في تركيا وقبرص، والذين يتم إسكانهم في غرف فندقية متجاورة، ويقيمون أنشطة رياضية وثقافية مختلطة.
كيف تصبح الدورات المختلطة حلالا، والشيلات التي تستخدم الأورج، في تجمعات ضخمة للشابات والشبان الوسيمين أمرا مقبولا، فقط لأن المشرفين عليها من نفس الرهط «المنتفع»، المنتمين للتيار والكيان، بينما كل نشاط خارجها محرم وهادم لسور الدين.
لا يستطيع أي عاقل أن يقنعنا، أن هناك فرقا بين حفلة شيلات يغني فيها شاب وسيم بالأورج للفتيات، وهن يرددن معه الشيلات ويتساقطن أمام المسرح، يصرح لها ولا يحتسب عليها، وحفلة لمحمد عبده يغني فيها للشباب فقط.
الاستشراف الذي استوطن حياتنا فجأة، لا يركز كثيرا على ملاحقة الزواج من العربيات اللاجئات في مخيمات الفقر والحاجة، كما لم يركز سابقا على استغلال اللاجئات البوسنيات، ولا على الزواجات السريعة في إندونيسيا وغيرها من بلاد الاستجمام الصحوية، بأوراق تكتب في أدراج غرف النوم.
أعوام طويلة من موضة الاستشراف والاحتساب التويتري البغيضة، تشكلت بسلطة الطقوس التي تقدمت على الإيمان الحقيقي، بالتأكيد إنها لا تخص السعوديين لوحدهم، إلا أنها استشرت في مجتمع يقدس المظاهر على المخابر، ويقدم الشكل على العقل.