د. مصطفى إسماعيل
د. مصطفى إسماعيل
-A +A
عبدالله عباس (جدة)
كشف وزير الخارجية السوداني السابق مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف وسفير السودان لدى سويسرا الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل لـ «عكاظ» مزيدا من التفاصيل عن الدور السعودي البارز في رفع العقوبات الاقتصادية والتجارية الأمريكية عن السودان، لافتا إلى أن هذه الخطوة أحدثت فرحة كبيرة لدى أوساط الشعب السوداني، والجميع دون استثناء يعبرون عن شكرهم وتقديرهم لقيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان أول المتصلين بالرئيس البشير مهنئا برفع العقوبات.

وأوضح إسماعيل في اتصال هاتفي أجرته «عكاظ» معه أمس (الأربعاء) أن الدور السعودي جاء في إطار العلاقات التاريخية والإستراتيجية المتميزة بين البلدين،


والتفاهم التام بين القيادتين إزاء قضايا المنطقة وتحدياتها، إذ تحدث الرئيس البشير لأخيه الملك سلمان عن الأذى والصعوبات التي يواجهها السودان نتيجة العقوبات الأمريكية، وطلب منه أن تتدخل المملكة لرفع هذه العقوبات واستجاب الملك سلمان على الفور وكلف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية عادل الجبير بالتواصل مع الإدارة الأمريكية والتنسيق مع رصفائهم في السودان، ونشطت الخارجية السودانية ممثلة في وزيرها البروفسور إبراهيم غندور والمبعوث الشخصي لرئيس الجمهورية طه عثمان الحسين، وبدأ التنسيق بين المملكة والسودان من جهة، والإدارة الأمريكية من الجهة الأخرى، وانتهى هذا التنسيق إلى مصفوفة تحدد ما الذي يجب أن يفعله كل من السودان والإدارة الأمريكية، وظلت المملكة تمثل الضامن والمراقب للطرفين.

وأشار د. مصطفى إلى أنه كان من المفترض أن ترفع هذه العقوبات في شهر نوفمبر الماضي، ولكن الإدارة الأمريكية أجلت ذلك حتى لا تؤثر على الانتخابات الرئاسية، وبعد الانتخابات تواصلت المملكة مع الحكومة الأمريكية وحثتها على الوفاء بتعهداتها مثلما أوفى السودان بتعهداته، ومن هنا جاء قرار الإدارة الأمريكية الأخير برفع العقوبات التجارية والاقتصادية الذي بدأ تنفيذه اعتبارا من أمس الأول ( الثلاثاء).

وأكد إسماعيل أن هذا القرار سيكون له انعكاسات إيجابية كبيرة على الاقتصاد السوداني، وعلى الضائقة التي ظل يعيشها الشعب السوداني منذ 20 سنة، مضيفا: ونتيجة لهذا القرار أيضا قرر مجلس الوزراء السوداني (الأحد) الماضي تمديد وقف إطلاق النار لستة أشهر أخرى، ووجه الرئيس البشير الجانب السوداني بالتواصل مع الجانب السعودي ومع الإدارة الأمريكية الجديدة بهدف إزالة ما تبقى من عقوبات والتطبيع الكامل بين الخرطوم وواشنطن. وفي ختام تصريحه لـ «عكاظ» استذكر الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مقولة الراحل الأمير محمد الفيصل (إن السعودية لديها جناحان شرقي «باكستان»، وغربي «السودان»، مؤكدا اعتزاز بلاده بالدور الكبير الذي تقوم به المملكة في خدمة المقدسات الإسلامية والحرمين الشريفين وقاصديهما، وقال: "لذلك يعتبر السودانيون أي مساس بأمن المملكة مساسا بأمنهم، وفي الآونة الأخيرة عندما اعتدى الحوثيون على السلطة الشرعية في اليمن كان هناك فهم مشترك بخطورة سيطرتهم على اليمن ومن ثم تهديد أمن المنطقة، ومن هنا جاء التفاهم الكامل بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس عمر البشير في أن يضع البلدان إمكاناتهما معا في إطار التحالف العربي لمواجهة التمدد الحوثي في اليمن، وكانت السودان من أوائل الدول المشاركة في عاصفة الحزم. وبادر السودان أيضا عندما تم التعدي على السفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد إلى قطع علاقاته مع إيران تضامنا ووقوفا مع المملكة.