قاسم حداد
قاسم حداد
محمد الثبيتي
محمد الثبيتي
-A +A
علي الرباعي (الطائف)
تؤكدُ مدينةُ الورد أنه لم يزل في القلب متسع لضوء بهي، وفي الخيال مساحة تحرر الجسد من فتك الحواس، وتضربُ أروع أمثلة الوفاء مساء غد وهي تجمع بني سعد مرضعة النبوءات بالمحرّق ملهمة امرئ القيس بشنقيط الموسوعات المضيئة بجازان الفن والإبداع لترتل ثلاثة أصوات الطائف شعراً على أنغام سيمفونية سيد البيد لتتجلى المعزوفة في رقص الشوارع، ولون الأشجار، ورفرفة العصافير، وحفيف أوراق الشجر، وتتسلل إلى القلب تسلل الهواء إلى رئتين. وتصطف عكاظ التاريخ مع مثناة الطرب لتسليم جائزة الشاعر محمد الثبيتي للشاعر البحريني قاسم حداد عن التجربة الشعرية الكاملة، والسعودي محمد إبراهيم يعقوب جائزة الديوان الشعري، والموريتاني محمد ولد متالي محمدو جائزة الدراسات النقدية. وتأتي احتفالية هذا العام تكاملية بين أدبي الطائف وجمعية الثقافة والفنون لتحقق النزعة البنائية للحياة والحب والغناء من خلال عرض مسرحي لقصائد محمد الثبيتي وقاسم حداد يتبناها رؤية وإخراجاً سامي الزهراني، فيما يرسم التشكيليون صالح الشهري وعبدالله بن صقر ونبيل طاهر بورتوريهات للفائزين. من جهته، أكد الشاعر قاسم حداد لـ«عكاظ» أن حضور الطائف والثبيتي والجائزة معطيات تؤكد أن الشعر بدأ يُقلق الباقي من ضمير ثقافة العرب، خصوصاً بعد أن صار العرب يخسرون كونهم كائنات حية في هذا العصر. وعدّ جوائز الشعر محاولة نبيلة لملامسة كتف مخلوعة للتأكد من كونها كذلك. وأضاف: يتوجب شكر الصديق محمد الثبيتي، والاعتزاز بأمانة الجائزة في نادي الطائف، ولجنة التحكيم لثقتها في تجربة الشعر الجديد. فيما قال الشاعر محمد يعقوب «أشكر مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي على لفتة الوفاء بإطلاق جائزة تحمل اسم شاعر بحجم الوطن لتكون مهوى أفئدة الشعراء، وهي تغرس جذورها عاليا في المشهد الثقافي على مستوى العالم العربي». وعن فوز مجموعته الشعرية (ليس يعنيني كثيرا) بجائزة الديوان الشعري، أوضح أنه يرى نفسه أولى الناس بالثبيتي - وإن قال الكثير ذلك - إلا أنه لا يعدّ نفسه متلقياً أو شاعراً بل عاشقاً لتجربة الثبيتي يدخل عبر بوابة الريح مستوحياً كل تجربته ومسيرته وحتى صمته المهيب. وأضاف «أن يقرن اسمي بالثبيتي بأي طريقة كانت فهي من اللحظات الفارقة في حياتي، أعتز بها كثيرا»، مشيراً إلى أن مجموعة (ليس يعنيني كثيرا) عبرت محيط مغامرة جديدة، إذ كتبت جميع نصوص المجموعة بالشكل التفعيلي، كونه يؤمن بأن الشعر مجازفة في آخر الامر، وزاد «أظنني تعلمت هذا من الثبيتي».