الأمير محمد الفيصل
الأمير محمد الفيصل
-A +A
التوم محمد عبد المجيد أبوقوتة
فجعت الأمة الإسلامية برحيل الأمير محمد الفيصل، الرجل الذي قدم تجربة فذة وفريدة في تاريخ العالم قاطبة بقيادته رؤوس المال نحو اقتصاد خالٍ من الربا وسط الرأسمالية الربوية، فهو الذي أسس بنك فيصل الإسلامي السوداني في الخرطوم وبنك فيصل في المنامة وفي القاهرة وله فروع ممتدة، نعلم في السودان منذ نهاية القرن العشرين أن الأمير الراحل لم يبخل على تقدم الدعوة الإسلامية في كل أرجاء الأرض، وكان شخصية استثنائية لأنه جاء بمدرسة الاقتصاد الإسلامي، بعد أن وجد مدارس الفكر الاقتصادي الغربية كالرأسمالية والاشتراكية الشيوعية والربوية تنخر في المال الإسلامي والعربي ووقف لوحده محارباً لكل هذه المدارس التي سادت العالم آنذاك، ويشهد التاريخ أنه وقف لوحده لكسر السيطرة الاقتصادية المطلقة لهذه المدارس على اقتصاديات الدول والشعوب مستعيناً بالله وحده.جاء الأمير محمد الفيصل إلى السودان في عهد الرئيس جعفر محمد نميري ودفع بفكره وماله مع الإيمان بالله سبحانه وتعالى وأسس بنك فيصل الإسلامي السوداني، وهو للعلم صار أول بنك تكون معاملاته المالية خالية من الربا في تاريخ الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع.. وهذا يعضد قولنا ان الأمير محمد الفيصل هو أول عبقري يؤسلم الاقتصاد في العالم في القرن العشرين. كانت حتى ذلك الوقت لم تكن سوى نظرية ودعوات لدى الدول العربية وعلماء الإسلام لم تجد حظها من التطبيق ولكن مع ذلك لم نجد مطبقها، حتى جاء الرجل الجسور الأمير محمد الفيصل الذي وجه عصارة جهده وماله وفكره وخيار ماله مسنوداً بخبرته الثرية في مجال المال والأعمال إلى مدرسة أسلمة الاقتصاد حتى يحافظ على مال المسلمين ويبعدهم من لعنة أكل أموال الربا والسحت لذلك أخضّرت فيحاء بنك فيصل الإسلامي السوداني وأمها أهل المال، ولم يقطف ثمارها لخاصة نفسه بل دفع بأرباحه وجل رأسماله لخدمة المجتمع بكل مكوناته في شتى المشاريع الخدمية، ولم يأبه بالخسارة حيث ولج باب الزراعة في القمح في الوقت الذي كان فيه الرأسمال يخاف الاستثمار في الزراعة بالري الصناعي، وتعدت أفكاره وآراؤه الدخول في المشاريع التي لا تُدّر الأرباح المادية؛ ومثال لذلك إقامة مركز الفيصل الثقافي بالخرطوم بضاحية الرياض وكذلك استضافة الندوات والأنشطة وإقامة المحاضرات في قاعة البنك وهي أنشطة غير ربحية بالمعنى الاقتصادي، كذلك ساهم هذا الرجل في تقدم الكثير من المشاريع لدولة السودان، كان عبقريا يهتم بتنمية الحياة الاجتماعية بين الناس يحفظ مال الأغنياء بالحلال ويدعم المؤسسات الخدمية والأفراد بيمناه ولا تعلم يسراه ذلك.التوم محمد عبد المجيد أبوقوتة

toommohammed1956@gmail.com