-A +A
محمد أحمد الحساني
كان آخر ما توصل إليه مواليد 7/1 وأنجالهم هو أن الواحد منهم إذا حضر مناسبة زفاف أو حفلاً ركن سيارته كيف ما اتفق ساداً الطريق على من قبله من السيارات أو الشارع الذي يقف فيه، مكتفياً بوضع ورقة تحت الزجاج الأمامي لسيارته عليها رقم جواله للاتصال به إذا ما دعت الحاجة لذلك، ولكن صديقاً لي حضر مناسبة عقد قرآن وكان من الذين يطبقون قاعدة «ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنَفس»، فلما دُعِيَ مع بقية الحضور لتناول الطعام أكل «على خفيف» ثم خرج فوجد سيارته «محبوسة» بالعديد من السيارات، كانت واحدة منها وراء سيارته مباشرةً وتحريكها يعني خروجه من «المأزق»، وسره أن يجد رقم جوال مكتوباً بوضوح على ورقة تحت الزجاج الأمامي فسارع بالاتصال به والهاتف يرن ولا أحد يرد، ويبدو أن صاحب الهاتف والسيارة من الذين «يملأون الماعون»، فلا يتركون حتى ثلث النفس ثم يميلون ميلةً واحدةً «على أم علي»، وبعدها شارك في سماع الطرب حتى أصابه الجرب، وقد أنقضت ثلاثون دقيقة وصاحبنا ينتظر أن يأتي صاحب السيارة ولكن لم يأتِ بل جاء مدعوون آخرون وأوسعوا له الطريق، فما نفع وضع رقم جوال إذا كان صاحبه لا يرد، ولماذا أوقف سيارته أصلاً بطريقة عشوائية مسبباً الضرر للآخرين.

أما في صلاة الجمعة فالويل لمن يحضر مبكراً بَحْثاً عن تقريب بقرة أو شاة أو حتى بيضة فإن بعض الذين يأتون متأخرين يوقفون سياراتهم سادين بذلك الشوارع المحيطة بالجامع، بل إن ضررهم يبلغ سكان الحي الذين لو كان لديهم مريض حالته مستعجلة وأرادوا نقله إلى المستشفى فإنهم لن يستطيعوا فعل ذلك إلاّ بعد انتهاء الخطبتين والصلاة وفضِّ الاشتباك بين السيارات، أما إن حصل حريق فإن سيارات الدفاع المدني سوف تتعرقل مهامها وقد يتوسع الحريق قبل وصولها إليه، وكل ذلك يحدث لأن أولئك المصلين لا يريدون مشي خطوات للوصول إلى الجامع بعد أن يوقفوا سياراتهم بنظام في أقرب موقف أو برحة ولو استطاع بعضهم إيقاف سيارته بجوار المنبر لفعل!


ويقال إن دولة السيد مهاتير محمد شارك ذات عام في ندوة اقتصادية عن سبل تنظيم وتطوير القطاع الخاص وحضر صلاة جمعة في جامع فرأى ما هاله من فوضى في وقوف السيارات ورمي الأحذية جانباً، فقال لمرافقه إذا استطعتم تنظيم هذه الأمور البسيطة فتطلعوا إلى ما هو أكبر!