-A +A
عزيزة المانع
كان يوم السبت الماضي التالي ليوم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب، يوما خالدا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية السياسي، فقد امتلأت شوارع المدن الأمريكية في مختلف ولايات أمريكا بالمتظاهرين احتجاجا على تولي ترمب رئاسة الدولة.

دونالد ترمب، الرئيس الجديد لأمريكا جاء إلى البيت الأبيض محمولا بأصوات بعض الولايات ذات الوزن الثقيل المرجح صوتها للفوز، ولم يجئ بأصوات أغلبية الناخبين كما يحدث غالبا، وربما لذلك ظلت فكرة وجوده في البيت الأبيض مرفوضة لدى أكثرية لم يؤخذ بصوتها الرافض له.


منذ الليلة الأولى التي أعلن فيها فوز ترمب في الانتخابات، دوّن الرافضون لحكمه، على صفحة الفيس بوك دعوة لجميع من يشاركهم الرفض الخروج في مسيرة احتجاجية للتعبير عن الاستياء من تنصيب ترمب.

سرعان ما تداعى مئات الآلاف من كل أنحاء أمريكا للمشاركة، حتى إذا ما جاء يوم السبت التالي ليوم التنصيب اشتعلت المدن الأمريكية على اختلاف ولاياتها بالمحتجين الذين يمثلون في معظمهم أقليات وجدت في تصريحات ترمب ما يهدد أمنها واستقرارها.

كانت الشرارة الأولى التي أوقدت تلك المسيرات الضخمة، نابعة من امرأة مغمورة، ساءها فوز ترمب فقررت أن تفعل شيئا ما تعبر به عن الرفض لرئاسته، وبمساعدة بعض الأصدقاء كتبت على الفيس بوك مقترحا يدعو إلى إقامة مسيرة احتجاجية، يكون موعدها في اليوم التالي لتنصيب الرئيس. وفي ظرف ساعات قليلة كانت هناك عشرة آلاف استجابة للدعوة!

رغم أن المسيرة اشترك فيها النساء والرجال، إلا أنها أطلق عليها اسم (مسيرة النساء في واشنطن)، ربما لأن من أوقد جذوتها الأولى هن النساء الغاضبات من تصريحات ترمب ضد المرأة، سواء تلك التي تمثل ازدراء المرأة والتعالي عليها، أو التي تعزز ثقافة الاغتصاب وتفوح منها رائحة التمييز الجنسي، أو تلك التي تهدد بإلغاء قانون حرية الإجهاض للمرأة، الذي يعد إلغاؤه تهديدا لسلامة المرأة، أو التي تدل على عدم دعمه للمساواة في الأجور بين المرأة والرجل، وعدم دعمه لإجازات الأمومة.

بصورة عامة يظهر ترمب عند كثير من النساء الأمريكيات معنفا للمرأة، سواء في خططه التي يعتزم إطلاقها، أو في الكلمات والألفاظ التي يتحدث بها عنها.

ومع ذلك، لم تكن النساء وحدهن اللاتي قدن تلك المسيرات الصاخبة الرافضة لتولي ترمب، فقد انضم إليهن كثير من الأقليات الذين وجدوا في تصريحات ترمب تعديا على حقوقهم وتهديدا لأمنهم وسلامتهم مثل المهاجرين، والمسلمين، والمطالبين بحظر الأسلحة، والمنادين بالعدالة الاجتماعية، والرافضين للسور الحدودي بين أمريكا والمكسيك، وغير ذلك من أفكار ترمب التي يراها بعض الأمريكيين رجعية ومدمرة.