الخبير الإعلامي حامد الكناني متحدثاً في الملتقى أخيرا. (عكاظ)
الخبير الإعلامي حامد الكناني متحدثاً في الملتقى أخيرا. (عكاظ)
-A +A
محمد سعود (الرياض) mohamdsaud @
كشف خبير إعلامي أن النظام الإيراني جنّد «مرتزقة» يعملون في مجال الإعلام لتشويه صورة المجتمع السعودي، واختلاق القصص السلبية للإساءة له، خصوصاً في الإعلام العربي الموالي لإيران أو وسائل الإعلام الغربية الناطقة بالفارسية مثل الـ BBC وأيضاً في الإعلام الغربي عموماً.

وحذّر حامد الكناني الذي سبق له العمل في بعض الوسائل الإعلامية الغربية والمحلل الإستراتيجي للقنوات الفضائية، في لقاء نظمه ملتقى إعلاميي الرياض «إعلاميون» أخيراً تحت عنوان: «مصادر الإعلام الإيراني في تشويه الصورة السعودية.. وكيفية مواجهته؟»، في مقر الجامعة العربية المفتوحة بالرياض، حذّر من المكينة الإعلامية الإيرانية التي تترصد كل السلبيات و«التوافه» التي يجري تناقلها على «الواتساب» أو قنوات التواصل الاجتماعي أو مواقع الإنترنت.


وقال الكناني: «إن الفيديو السلبي أو التغريدة العادية التي تتم من شخص في موضوع غير مألوف أو غير منطقي أو حتى صورة بسيطة، تتحول في دقائق معدودة إلى مادة سخرية وتهكم ونقد متعمد وبلغات عدة موجهة للإعلام الغربي»، مضيفاً أن إيران لديها «عملاء» صنعتهم خلال سنوات داخل الوسائل الإعلامية والمجتمعات الغربية، مهمتهم الأولى تحسين صورة إيران وأنها «الحمل الوديع»، وفي المقابل تشوّه المجتمعات العربية، وتحديداً السعودية والبحرين ودول الخليج، واصطياد «توافه» و«غرائب» أفراد المجتمع وتضخيمها بشكل مضلل جداً ومشوّه.

واستعرض الخبير في الشأن الإيراني، أمام الإعلاميين والحضور، عدداً من النماذج والقصاصات والقصص التي فبركها الإعلام الإيراني بهدف الإساءة إلى السعودية وشعبها، موضحا أن الإعلام الإيراني الناطق بالعربية يزخر بمثل هذه البرامج، ويمكن رصدها ومشاهدتها من خلال بحث بسيط في محركات البحث المعروفة على شبكة الإنترنت، لافتاً إلى أن كل التيارات الإيرانية سواء المتشدد منها أو الإصلاحي أو حتى القومي، وإن تناحرت في ما بينها وفي شأنها الداخلي، إلا أن موقفها العدائي واحد من العرب والسعوديين خصوصاً، وهذا العداء متجذر وتاريخي في كينونة الإنسان الفارسي الذي ينظر للعرق العربي على أنه عدو تاريخي ولا يمكن حتى قبوله تحت مظلة الدين الواحد.

وبعد حديث الكناني أتاح الإعلامي سعود الغربي رئيس الهيئة الاستشارية للملتقى «إعلاميون» الفرصة للإعلاميين للأسئلة والمداخلات والتعليقات الخاصة بموضوع اللقاء، وأوضح المحلل السياسي مبارك العاتي أن العداء مع إيران والعرق الفارسي ليس عداء فرديا مع السعودية تحديداً، بل هو عداء مع الدول العربية كافة، وأن الموقف الصفوي العنصري واحد، وتركيزه على السعودية حكومة وشعباً نتيجة أن هذه الدولة هي رأس الحربة التي تقف في وجه أطماعهم ومشاريعهم التوسعية في المنطقة، معتقدين أنهم في حال استطاعتهم كسر هذه الحربة بأي شكل سيلتهمون العرب جميعاً، وذلك بحسب تعبيره.

ووجه العاتي دعوته للشعوب العربية والحكومات العربية أن تعي هذا العداء وهذا الغزو الفكري والديني والاقتصادي والسياسي والعسكري، وأنه موجه للأمة العربية والدول العربية كافة، وأنه يجب عليهم الاتحاد والوقوف الجماعي أمام هذا المد الصفوي.

وتساءل مدير إدارة الإخراج بإذاعة الرياض سعود القحطاني عن سبل مواجهة هذا الإعلام المشوه، وأكد أن على الإعلاميين السعوديين العمل بشكل مؤسسي وأن يبتعد عملهم عن العمل الفردي.

وعلق المتخصص في الشأن الإيراني الكناني قائلاً: «من الحلول العملية إنشاء قناة إنترنت داخلية تحقق لأفراد المجتمع الفضاء المناسب للنشر والتداول في خصوصيتهم وأن لا تتسرب إلى الخارج، وأن هذه الآلية معمول بها في دول كثيرة من أبرزها الصين وإيران نفسها».

وأكد الإعلامي بندر السليس أن هناك مبادرات جيدة من بعض المبتعثين السعوديين في الخارج لتقديم الصورة الإيجابية عن المجتمع السعودي، وتصحيح المغالطات التي ينشرها الإعلام الغربي داخل مجتمعاتهم، مؤكدا أن هذه المبادرات ليست كافية وتحتاج للدعم والتعزيز والتشجيع.

من جهته، قال الإعلامي محمد الغامدي: «إن السعوديين هم من ينتج وينشر الرسائل السلبية عن المجتمع السعودي»، وبيّن أنه من خلال تجربته ولقاءاته مع الإعلاميين من الدول الأخرى وخاصة الأوروبية، اتضح له أن معلوماتهم مغلوطة.

وفي ختام اللقاء عبّر نائب رئيس ملتقى «إعلاميون» الدكتور على العنزي، عن تقديره لاستجابة المحلل الإستراتيجي حامد الكناني لدعوة الملتقى، مبيناً أنه يأتي في أول قائمة اللقاءات والندوات للملتقى خلال السنة الجديدة 2017، لطرح مبادرات نوعية ومميزة في العديد من المناشط الإعلامية التي تخدم الوطن.

وثمن الدكتور العنزي للجامعة العربية المفتوحة توقيعها للشراكة المجتمعية والإعلامية مع الملتقى لتستقبل بين الفينة والأخرى نخبة إعلامية ومجتمعية يقدمون إضاءاتهم وأطروحاتهم التي تجير للوطن ومصلحة المجتمع عامة خاصة في إطار المسؤولية المجتمعية.