-A +A
هيلة المشوح
السيناريو نعرفه جيداً، ففي كل إجازة حتى لو كانت يوماً واحدا كاليوم الوطني تزدحم المنافذ والمطارات في رحلة البحث عن الترفيه خارج الوطن، وهذا الترفيه بسيط جداً إما سينما أو عروض حية أو بعض الجلسات الطربية.

أحد المغردين حسبها بحسبة بسيطة جداً وقال لو أنفق كل سعودي من المائة والستين ألفا الذين خرجوا هذه الأيام من منافذ المملكة البرية والجوية، لو أنفق ألف ريال -كمتوسط متوقع- في رحلته إلى دول الجوار، ولتكن دبي مثلاً، فهذه الـ ١٦٠ مليون ريال دعم لدبي، وهيئة الترفيه ما زالت تخطط.. أليس الأولى أن تصرف في البلد ويوطن الترفيه تبعاً لحاجة «الشريحة الأكبر» ونحفظ هذا الهدر المالي ونعمل على تدوير اقتصادنا وأموالنا بشكل عملي وفاعل ونافع للوطن؟


يذكرني موضوع السينما المتعثر بموضوع قيادة المرأة الذي تعرقل وتعثر حتى أصبح من أكبر ما يستنزف اقتصادنا بسبب تحويلات السائقين بأرقام فلكية يستعصي حلها إلا بفسح القيادة وحفظ أموالنا وأمن بيوتنا ووطننا.

التمسك ببعض العادات التي مزجت بالدين والخصوصية الاجتماعية هو من أكبر المعرقلات التي نعاني منها في وقتنا الحاضر، ومجاملة هؤلاء التقليديين خسرتنا الكثير أمام أنفسنا وأمام العالم، فبينما العالم يتقدم سنوات ضوئية في صناعة السينما وتقنياتها، نحن لا نملك قاعة واحدة لعرض هذه الصناعة!

فرح المجتمع عندما اُستحدثت هيئة للترفيه تهتم بصناعة لحظات جميلة في حياة الأسرة السعودية ولكن تفاجأنا بأنها تؤجل بعض الفعاليات وتلغي بعضها الآخر، ومن يبدأ بهذا التردد فلا نعول عليه كثيراً، وأتمنى أن تكون سياسة للتدرج في فرض الترفيه كما حدث في مركز الملك فهد الثقافي قبل عدة أيام من نغمات ثقافية أحيت بعض الطرب والفن الجميل وتزاحم عليها نفس المجتمع الذي يرفض الأغاني والموسيقى!.