r777aa@
رغم مرور سبعة وزراء على حقيبة الصحة في الأعوام الـ10 الماضية، لم تطرأ خطوات ملموسة لتنفيذ مستشفى الحوية الذي رصدت له ميزانية تقارب الـ250 مليون ريال. ويقطن الحوية مئات الآلاف من المواطنين، وتضم عشرات الأحياء والمراكز المحيطة بها، وتزيد معاناة سكان الحوية عند الانتقال والبحث عن دواء أو تنويم في مستشفيات الطائف، قاطعين عشرات الكيلومترات ذهابا وإيابا، خصوصا أن المستشفى يخدم القرى والمراكز المرتبطة بشمال وشرق الحوية وغربها. الإهمال الخدماتي لم يكن في الخدمات الصحية فحسب، بل حتى على مستوى ما تقدمه أمانة الطائف ووزارة الشؤون البلدية التي لم تنفّذ أي مشروع يحقق تنمية مستدامة، سواء توسعة الشوارع، أو إنشاء الجسور، ما عدا حديقة يتيمة في حي الفيصلية. «عكاظ» تنقل مطالبات الأهالي في جولة ميدانية على الحوية وانتقاداتهم لعدم مواكبة «الصحة» و«البلدية» تلك معالم الحوية البارزة كاستاد مدينة الملك فهد الرياضية، والجامعة، وكلية الدفاع الجوي.
معاناة صحية
ما يجسّد معاناة أهالي الحوية في الجانب الصحي؛ اكتفاء وزارة الصحة باستبدال مشروع المستشفى (50 سريرا) بمركز صحي في مبنى مستأجر لا يصل إليه المريض إلا بشق الأنفس، خلف بنايات سكنية بحي الأمير محمد.
عبيد القثامي (أحد قاطني الحوية) أشار إلى أن اللوحات الإرشادية للمركز خلف البنيان، «وواحدة صغيرة أعلى بوابته»، موضحا أنه قبل عام ظل يحوم بسيارته للوصول إلى المركز الصحي حتى وصل إليه بعد جهد، ومع ذلك لم تكن الخدمات متكاملة، كالطوارئ والتنويم وإجراء العمليات، وأقصى علاج لديهم مسكِّن حرارة، أما المريض الذي يحتاج إلى تنويم فيحوَّل إلى مستشفيات الطائف.
أما سلطان الروقي وفارس الزهراني فطالبا وزير الصحة بحسم ملف مستشفى الحوية الذي بقي حبيس الورق لسنوات طويلة، موضحين أن الأهالي أصابهم الإحباط من تلك الوعود، ثم يستبشرون خيرا بتعيين وزير جديد للصحة.
من جانبهما، يؤكد بدر القثامي ومشعل الثبيتي أن المنطقة حول جامعة الطائف بالحوية تشهد تلبّكا مروريا، خصوصا أنها تجاور عدة مدارس ومركزا للشرطة في نهاية الشارع، وهو ما شكل عبئا مروريا لم تراع فيه الجهات المختصة إيجاد حلول وخطط تعالج هذا الأنين، على الأقل بإيجاد إشارات مرورية.
هموم بلدية
وفيما يوضح تركي الشيباني أنه لا يوجد أي مشروع بلدي يطور الحوية، يحمل عبدالرحمن الروقي «العم معيض» أمانة الطائف مسؤولية بقاء سوق المواشي في مكانها، إذ تجثم على قلب الحوية، مؤكدا أن الأهالي يشتكون من روائح حظائر المواشي التي تقع وسط الحوية، وتتوسط عدة أحياء.
وكشفت جولة «عكاظ» على سوق المواشي أنها أصبحت أكثر سوءا، وأكدت معلومات متواترة أن مقر السوق مدد لعامين قادمين، وهو الخبر الذي حاولت «عكاظ» التأكد من صحته عبر متحدث أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم، الذي لم يرد على الاتصالات. وتبرر الأمانة في تقارير صحفية متكررة أنها خصصت موقعا لنقل السوق إليه، ثم يتضح أن تلك مجرد فقاعات صابون، إذ يشير محمد البقمي إلى أنهم يئسوا من كثرة المطالبات بنقل السوق.
«صحة الطائف»: مشروع المستشفى في الوزارة
كشف المتحدث باسم الشؤون الصحية بالطائف عبدالهادي الربيعي، أن ملف مستشفى الحوية لدى الوزارة بالرياض، إذ تم اختيار ثلاثة مواقع للمشروع، وبانتظار لجنة من الوزارة لمعاينة تلك المواقع.
وأكد الربيعي لـ«عكاظ» أن البدء في تنفيذ المستشفى متوقف على اختيار أرض وإنهاء ملكيتها، مشيراً إلى أن الحوية تضم مركزين صحيين يعملان على مدار الساعة (أحدهما في الحوية، والآخر في الدهاس)، وأنهما يؤديان دورهما كبديل لحين إنجاز المستشفى.
الطائف.. مشاريع ضائعة بين «الحفر» و«الردم»
تشتكي الطائف من كثرة الحفريات في الشوارع والحواجز الخرسانية ذات السلاسل الممتدة على مسافات طويلة، فأصبحت سمة تشويه لوجه «عروس المصايف»، وتندّر الزوار والأهالي.
أرجع البعض المشكلة التي وصفوها بـالـ«عويصة» إلى ضعف التوافق بين ثلاث جهات خدمية من جهة، وأمانة الطائف من جهة أخرى، والكل يرمي بالكرة على الطرف المقابل.
ويحمل مهندسون عدم توافق تنفيذ مشاريع الأمانة وشركات الاتصالات والمياه والكهرباء المسؤولية الأكبر.ويذكر الأهالي تصريحات للأمانة بإنجازها مشروع تطوير شارع الجيش قبل عدة أعوام، ويتكرر التصريح مع زيارة كل مسؤول، بينما الواقع أن هذا الطريق المكلوم -وفق الأهالي- مغلوب على أمره.
حسن القرشي لفت إلى أن الطائف تشكو تعثر كثير من مشاريعها، رغم الأرقام المليونية المصروفة لها، مستشهدا بتعثر مشروع طريق الملك عبدالله الذي أعلن البدء عنه قبل ست سنوات، وما زال التعثر في جزئه الرابط بين أحياء عودة والمثناة بالطريق الدائري.
فيما أكد سلطان الزهراني أن مشروع دوار «المئوية» الذي لم ينتهِ منذ ثلاثة أعوام (كلفته 14 مليون ريال)، حاضر في كل زيارة مسؤول، فيما كشف عبدالله السفياني أن إمارة منطقة مكة المكرمة نفت عام 2014 تصريحات للأمانة بعدم وجود أي مشاريع متعثرة، وأكدت حينها أن سجلات الإمارة تثبت التعثر.
«عكاظ» رصدت عدم اكتمال مشروع جسر «الجال»، إذ يوجد ارتباك مروري للقادمين من فوق الجسر باتجاه حي القمرية، فلا يوجد مخرج لمن يريد دوار السندي أو كتابة العدل، فيما يضطر القادم من ناحية إشارة الدلال باتجاه طريق المطار للدوران من أسفل الجسر والعودة مجددا للطريق.
وفيما يؤكد عوض المالكي تعثر مشروع تحسين إشارة جبرة منذ عامين، ووجود حواجز خرسانية ممتدة أعاقت الحركة وأرهقت المسافرين، فإن عبدالعزيز الربيعي يلفت إلى أن مشروع طريق الجنوب يئن من التعثر منذ سنوات، وأن الحفريات المتكررة تشكل حلقة وصل وتحرير للحركة من الشمال للجنوب.
من جانب آخر، تساءل آخرون عن مشروع جسر ونفق إشارة الضيافة الذي لم ينفذ حتى الآن رغم أن الأمانة أعلنت عنه قبل أربعة أعوام، وعن طريق المؤتمرات الذي كلف 13 مليون ريال ويغرق في كميات كبيرة من الأمطار الراكدة، فلم تشفع الملايين بوضع مصدات ونقاط تصريف سريعة لمعالجة وضعه المتردي. ويرى فهد الحارثي وزبن الثبيتي أن حي الصناعية الذي يقطنانه يغرق على الدوام مع الأمطار، وكل مواعيد الجهات تتلاشى مع أول قطرة مطر، فيما ظل مشروع تطوير المنطقة التاريخية أكثر من سبع سنوات لإنجازه، فلم ينتهِ العمل في عدة أجزاء منه رغم أن تكلفته 139 مليون، إذ يتلخص العمل في تمديدات خدمات المياه والكهرباء والاتصالات، وتبليط الأرضيات بالجرانيت، ووضع أعمدة للإنارة.
رغم مرور سبعة وزراء على حقيبة الصحة في الأعوام الـ10 الماضية، لم تطرأ خطوات ملموسة لتنفيذ مستشفى الحوية الذي رصدت له ميزانية تقارب الـ250 مليون ريال. ويقطن الحوية مئات الآلاف من المواطنين، وتضم عشرات الأحياء والمراكز المحيطة بها، وتزيد معاناة سكان الحوية عند الانتقال والبحث عن دواء أو تنويم في مستشفيات الطائف، قاطعين عشرات الكيلومترات ذهابا وإيابا، خصوصا أن المستشفى يخدم القرى والمراكز المرتبطة بشمال وشرق الحوية وغربها. الإهمال الخدماتي لم يكن في الخدمات الصحية فحسب، بل حتى على مستوى ما تقدمه أمانة الطائف ووزارة الشؤون البلدية التي لم تنفّذ أي مشروع يحقق تنمية مستدامة، سواء توسعة الشوارع، أو إنشاء الجسور، ما عدا حديقة يتيمة في حي الفيصلية. «عكاظ» تنقل مطالبات الأهالي في جولة ميدانية على الحوية وانتقاداتهم لعدم مواكبة «الصحة» و«البلدية» تلك معالم الحوية البارزة كاستاد مدينة الملك فهد الرياضية، والجامعة، وكلية الدفاع الجوي.
معاناة صحية
ما يجسّد معاناة أهالي الحوية في الجانب الصحي؛ اكتفاء وزارة الصحة باستبدال مشروع المستشفى (50 سريرا) بمركز صحي في مبنى مستأجر لا يصل إليه المريض إلا بشق الأنفس، خلف بنايات سكنية بحي الأمير محمد.
عبيد القثامي (أحد قاطني الحوية) أشار إلى أن اللوحات الإرشادية للمركز خلف البنيان، «وواحدة صغيرة أعلى بوابته»، موضحا أنه قبل عام ظل يحوم بسيارته للوصول إلى المركز الصحي حتى وصل إليه بعد جهد، ومع ذلك لم تكن الخدمات متكاملة، كالطوارئ والتنويم وإجراء العمليات، وأقصى علاج لديهم مسكِّن حرارة، أما المريض الذي يحتاج إلى تنويم فيحوَّل إلى مستشفيات الطائف.
أما سلطان الروقي وفارس الزهراني فطالبا وزير الصحة بحسم ملف مستشفى الحوية الذي بقي حبيس الورق لسنوات طويلة، موضحين أن الأهالي أصابهم الإحباط من تلك الوعود، ثم يستبشرون خيرا بتعيين وزير جديد للصحة.
من جانبهما، يؤكد بدر القثامي ومشعل الثبيتي أن المنطقة حول جامعة الطائف بالحوية تشهد تلبّكا مروريا، خصوصا أنها تجاور عدة مدارس ومركزا للشرطة في نهاية الشارع، وهو ما شكل عبئا مروريا لم تراع فيه الجهات المختصة إيجاد حلول وخطط تعالج هذا الأنين، على الأقل بإيجاد إشارات مرورية.
هموم بلدية
وفيما يوضح تركي الشيباني أنه لا يوجد أي مشروع بلدي يطور الحوية، يحمل عبدالرحمن الروقي «العم معيض» أمانة الطائف مسؤولية بقاء سوق المواشي في مكانها، إذ تجثم على قلب الحوية، مؤكدا أن الأهالي يشتكون من روائح حظائر المواشي التي تقع وسط الحوية، وتتوسط عدة أحياء.
وكشفت جولة «عكاظ» على سوق المواشي أنها أصبحت أكثر سوءا، وأكدت معلومات متواترة أن مقر السوق مدد لعامين قادمين، وهو الخبر الذي حاولت «عكاظ» التأكد من صحته عبر متحدث أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم، الذي لم يرد على الاتصالات. وتبرر الأمانة في تقارير صحفية متكررة أنها خصصت موقعا لنقل السوق إليه، ثم يتضح أن تلك مجرد فقاعات صابون، إذ يشير محمد البقمي إلى أنهم يئسوا من كثرة المطالبات بنقل السوق.
«صحة الطائف»: مشروع المستشفى في الوزارة
كشف المتحدث باسم الشؤون الصحية بالطائف عبدالهادي الربيعي، أن ملف مستشفى الحوية لدى الوزارة بالرياض، إذ تم اختيار ثلاثة مواقع للمشروع، وبانتظار لجنة من الوزارة لمعاينة تلك المواقع.
وأكد الربيعي لـ«عكاظ» أن البدء في تنفيذ المستشفى متوقف على اختيار أرض وإنهاء ملكيتها، مشيراً إلى أن الحوية تضم مركزين صحيين يعملان على مدار الساعة (أحدهما في الحوية، والآخر في الدهاس)، وأنهما يؤديان دورهما كبديل لحين إنجاز المستشفى.
الطائف.. مشاريع ضائعة بين «الحفر» و«الردم»
تشتكي الطائف من كثرة الحفريات في الشوارع والحواجز الخرسانية ذات السلاسل الممتدة على مسافات طويلة، فأصبحت سمة تشويه لوجه «عروس المصايف»، وتندّر الزوار والأهالي.
أرجع البعض المشكلة التي وصفوها بـالـ«عويصة» إلى ضعف التوافق بين ثلاث جهات خدمية من جهة، وأمانة الطائف من جهة أخرى، والكل يرمي بالكرة على الطرف المقابل.
ويحمل مهندسون عدم توافق تنفيذ مشاريع الأمانة وشركات الاتصالات والمياه والكهرباء المسؤولية الأكبر.ويذكر الأهالي تصريحات للأمانة بإنجازها مشروع تطوير شارع الجيش قبل عدة أعوام، ويتكرر التصريح مع زيارة كل مسؤول، بينما الواقع أن هذا الطريق المكلوم -وفق الأهالي- مغلوب على أمره.
حسن القرشي لفت إلى أن الطائف تشكو تعثر كثير من مشاريعها، رغم الأرقام المليونية المصروفة لها، مستشهدا بتعثر مشروع طريق الملك عبدالله الذي أعلن البدء عنه قبل ست سنوات، وما زال التعثر في جزئه الرابط بين أحياء عودة والمثناة بالطريق الدائري.
فيما أكد سلطان الزهراني أن مشروع دوار «المئوية» الذي لم ينتهِ منذ ثلاثة أعوام (كلفته 14 مليون ريال)، حاضر في كل زيارة مسؤول، فيما كشف عبدالله السفياني أن إمارة منطقة مكة المكرمة نفت عام 2014 تصريحات للأمانة بعدم وجود أي مشاريع متعثرة، وأكدت حينها أن سجلات الإمارة تثبت التعثر.
«عكاظ» رصدت عدم اكتمال مشروع جسر «الجال»، إذ يوجد ارتباك مروري للقادمين من فوق الجسر باتجاه حي القمرية، فلا يوجد مخرج لمن يريد دوار السندي أو كتابة العدل، فيما يضطر القادم من ناحية إشارة الدلال باتجاه طريق المطار للدوران من أسفل الجسر والعودة مجددا للطريق.
وفيما يؤكد عوض المالكي تعثر مشروع تحسين إشارة جبرة منذ عامين، ووجود حواجز خرسانية ممتدة أعاقت الحركة وأرهقت المسافرين، فإن عبدالعزيز الربيعي يلفت إلى أن مشروع طريق الجنوب يئن من التعثر منذ سنوات، وأن الحفريات المتكررة تشكل حلقة وصل وتحرير للحركة من الشمال للجنوب.
من جانب آخر، تساءل آخرون عن مشروع جسر ونفق إشارة الضيافة الذي لم ينفذ حتى الآن رغم أن الأمانة أعلنت عنه قبل أربعة أعوام، وعن طريق المؤتمرات الذي كلف 13 مليون ريال ويغرق في كميات كبيرة من الأمطار الراكدة، فلم تشفع الملايين بوضع مصدات ونقاط تصريف سريعة لمعالجة وضعه المتردي. ويرى فهد الحارثي وزبن الثبيتي أن حي الصناعية الذي يقطنانه يغرق على الدوام مع الأمطار، وكل مواعيد الجهات تتلاشى مع أول قطرة مطر، فيما ظل مشروع تطوير المنطقة التاريخية أكثر من سبع سنوات لإنجازه، فلم ينتهِ العمل في عدة أجزاء منه رغم أن تكلفته 139 مليون، إذ يتلخص العمل في تمديدات خدمات المياه والكهرباء والاتصالات، وتبليط الأرضيات بالجرانيت، ووضع أعمدة للإنارة.