-A +A
سعيد السريحي
تضمن «الدليل الإرشادي لبيئة العمل المادية في الأجهزة الحكومية» شروطا ينبغي توفرها في المواقع التي يؤدي فيها الموظفون فريضة الصلاة حين تحين خلال أوقات دوامهم، والتي اعتبرها ذلك الدليل الإرشادي «مساجد صغيرة» ملحقة بالدوائر والمؤسسات الحكومية مهيأة لأداء الصلاة فيها.

وقد تضمنت مواصفات تلك المساجد الصغيرة 11 شرطا من شأنها أن توفر بيئة آمنة وصالحة للصلاة، غير أنها تفتقر لشرط واحد، إن كان ذلك الشرط لا يتصل بمواصفات وضوابط المكان فهو يتصل بالموظفين الذين يؤدون الصلاة، والتي أصبحت حجة لكثير من الموظفين لمغادرة مكاتبهم وتعطيل مصالح المواطنين والمراجعين وقتا يكاد يكفي لأداء صلاة التراويح وليس أداء صلاة الظهر، والتي لا تحتاج لأكثر من دقائق معدودة تؤدى خلالها الفريضة والسنة الراتبة لها، بل إن بعضا من هؤلاء الموظفين لا يجد حرجا في مغادرة إدارته كي يقضي بعض شؤونه الخاصة، مستبقا وقت الصلاة أو متجاوزا وقت انقضائها، ولذلك لم يعد مستغربا أن يسأل المراجعون عن بعض الموظفين ليقال لهم إنه ذهب للصلاة رغم أن وقت تلك الصلاة لم يحن أو أنها انقضت منذ وقت غير قصير.


وإذا كان من واجب الأجهزة الحكومية أن توفر «مساجد صغيرة» لصلاة موظفيها، وإذا كان من واجب أولئك الموظفين أداء الصلاة، فإن من الواجب على تلك الدوائر الحكومية أن تراقب أولئك الموظفين كي لا يستغل بعضهم وقت أداء الصلاة لإهدار الوقت وتعطيل مصالح المواطنين، كما يجب على أولئك الموظفين أن يدركوا أنه إذا كان أداء الصلاة فرضا عليهم كمسلمين فإن من شروط صحة إسلامهم أن يكونوا مؤتمنين على أداء أعمالهم، فلا صلاة لمن لم تنهه صلاته عن إهدار وقت العمل وتعطيل مصالح الناس واستغلال وقت الصلاة لقضاء أعماله الخاصة خارج دائرة عمله.