-A +A
عبير الفوزان
عنوان هذا المقال شعار رفعه متظاهرون تونسيون في العاصمة تونس، محتجين ومجددين رفضهم لعودة الإرهابيين الذين تم تجنيدهم للقتال في مناطق النزاع: العراق، سورية، وليبيا.

لم يطالب المتظاهرون بذلك فقط، بل طالبوا بمحاسبة ومعرفة الشبكات التي كانت وراء ذلك التجنيد الجائر والإجرامي. إن عودة الإرهابيين إلى تونس يعيد إلى ذاكرة المدنيين الهجوم المسلح من قبل مجموعات مسلحة تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي على مدينة بن قردان التونسية الواقعة على الحدود الليبية، وذلك في السنة الماضية، حيث استمروا في اشتباكات مع الجيش الوطني التونسي ليومين متتابعين بغية السيطرة على المدينة.


خوف المجتمع المدني والمتحضر التونسي من العصابات الإرهابية خوف مبرر، ولاسيما أن عدد المجندين المنخرطين في التنظيمات الإرهابية يصل إلى عشرة آلاف، عاد منهم قرابة الألف.. بينما البقية في طريق العودة!

الإرهابيون أشكال وألوان.. ربما معلم مدرسة.. أو مدير تسويق.. أو سائق حافلة.. وكثير منهم عاطل عن العمل.. هم تلك القنابل الموقوتة التي لا تستطيع أن تثق بتوقيتها، فربما انفجرت في أي لحظة لتدمر المكان. لذا كان على المجتمع المدني بكل أطيافه أن يصرخ «لا للإرهابيين بيننا» فلا صلة دم ولا صداقة ولا جوار يغفر للإرهابي فداحة فعله.

اليوم تنظيم داعش في العراق يمر بضائقة مالية، ويفر منه المرتزقة على اختلاف جنسياتهم، وذلك بعد أن تلقوا تدريبات عسكرية تعينهم على سلوك طرق الجريمة والإرهاب.. ناهيك عن المتطرفين منهم الذين يسعون بقوة وعنف لتكوين خلايا تتبنى فكرهم.. وتجد ما يمر به الشرق الأوسط من انقسامات أرضا خصبة لتكوين ذلك المستنقع الضحل الذي عندما تلج فيه القدم لا تخرج منه نظيفة أبدا.