هيفاء ابو نار
هيفاء ابو نار
-A +A
عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة)
okaz _economy @

رغم حلمها بدخول كلية الطب منذ المرحلة الابتدائية، وحصولها على الشهادة الثانوية بمعدل يؤهلها لمهنة «البالطو الأبيض»، إلا أنها اصطدمت بكثير من العوائق، أبرزها بعد مسافة كليات الطب عن مقر سكنها في مكة المكرمة؛ ما جعلها تصرف النظر عن هذه المهنة للتحول إلى المعهد المهني للخياطة لتصبح رئيسة طائفة المشاغل النسائية في العاصمة المقدسة، بعد أن حصلت على أكثر الأصوات بين المتنافسات على اللقب. وفي حوارها لـ«عكاظ» كشفت سيدة الأعمال رئيسة طائفة المشاغل وحياكة الملابس النسائية في مكة المكرمة هيفاء أبو نار أن «تجارة الشنطة» تؤدي إلى إحداث خسائر كبيرة على أصحاب المشاغل النسائية. وطالبت بحل التعقيدات التي يواجهها قطاع المشاغل؛ ما تسببت في إغلاق عدد كبير منها، لافتة إلى ضرورة منع العاملات من العمل خارج المشاغل لما يترتب على ذلك من خسائر. وإلى تفاصيل الحوار:


• كيف كانت بدايتك التجارية، ومن يقف خلف نجاحك؟

•• بعد كليات الطب عن مقر سكني في مكة المكرمة، ووجود الكليات في جدة ورغبة والدي بالبقاء قريبة منه؛ لعدم توفر المواصلات حينئذ، جعلني اتخذ قرارا بالاتجاه للمعهد المهني، والتحقت بقسم الخياطة، وكان طموحي ودعم والدي سببين في ذلك، إلى أن تخرجت وبدأت أبحث عن إثبات الوجود في عام المال والأعمال.

وافتتحت بمساعدة والدي محلا صغيرا للخياطة، واستمررت في ذلك حتى أصبحت أملك أكبر المشاغل ورئيسة لطائفة المشاغل النسائية في مكة المكرمة.

وكان لوقوف والدي، ودعمي بمبلغ 50 ألف ريال في بداياتي وبخبرته التجارية أثر كبير في تجاوز حاجز الخوف والخسائر التي يتعرض لها الكثيرين في مجال التجارة.

• متى كانت البداية الحقيقية للعمل؟

•• قبل 15 عاما، وبالتحديد في العام 1423هـ كانت البداية الفعلية بعد أن تعلمت الكثير من أسرار المهنة، ففتحت مشغلا كبيرا للخياطة وتزيين العرائس والتدريب، وأصبح لدي عملاء افتخر بهم، إلى أن أشرفت على أكثر من 200 مشغل نسائي وممثلة لهم في نقل معاناتهم ومشكلاتهم في المناسبات واللقاءات التي تقام في مكة المكرمة.

وذلك بفضل والدي الذي ساعدني بالمال والخبرة في السوق والاستشارات، حتى استطعت أن أتمتع بخبرة كبيرة وأعرف الكثير من أسرار السوق.

• ما العقبات التي تواجه سيدات الأعمال ومستثمرات المشاغل؟

•• المشاغل النسائية أصبحت مراكز تدريب للكثير من السيدات والوافدات، فبعضهن تعمل في المشغل حتى تكتسب الخبرة والطريقة الجيدة التي تمكنها من العمل، وكذلك تجمع عددا كبيرا من المترددات على المشغل، وبعد ذلك ترفض العمل وتبدأ في العمل من منزلها بما يسمى «تجارة الشنطة»؛ ما يؤدي إلى خسائر كبيرة على أصحاب المشاغل النسائية.

إضافة إلى ذلك توجد تعقيدات أخرى تواجهنا عند فتح المشاغل من حيث الاشتراطات وتأخير وصول العمالة المدربة، وارتفاع رسوم التجديد والإقامة؛ ما تسببت في إغلاق عدد كبير من المشاغل النسائية؛ لذلك يجب إصدار قرار بمنع العاملات من العمل خارج المشاغل لما يترتب على ذلك من خسائر على صاحبات المشاغل، إلى جانب الخطر الذي قد يهدد السيدات بسبب استخدام مستحضرات تجميل رديئة.

• ماذا قدمتِ خلال الاجتماعات السابقة للطائفة؟

•• في الفترة الماضية عقدنا الكثير من الاجتماعات، ووضحنا العديد من طرق التواصل بين سيدات الأعمال سواء الإلكترونية أو من خلال التواصل الهاتفي لتذليل العقبات التي تواجههن، ودعم فرص التوظيف للفتاة السعودية بالبحث عن فرص وظيفية مع الجمعيات والمراكز النسائية الكبيرة، التي تساهم في تدريب وانخراط الفتيات الباحثات عن العمل في مواقع وظيفية لرفع مستوى إسهامهن في تطوير الاقتصاد في مجال الحياكة، والتجهيز النسائي، إضافة إلى السماح لسيدات الأعمال والمجتمع بطرح الآراء وتبادل الأفكار والخبرات، ما يسهل الكثير من العقبات التي تواجهنا.