-A +A
خالد الوابل
قرأنا وشاهدنا خلال الأسبوع الماضي مشاهد من حماية بعض المواطنين الكنديين من جميع الأديان لمسجد في مدينة كيبيك الكندية على خلفية مقتل ستة أشخاص وجرح ثمانية آخرين عندما أطلق مسلحون النار مساء الأحد على مسلمين كانوا يؤدون صلاة العشاء في مسجد داخل المركز الثقافي الإسلامي.

كما بثت هيئة الإذاعة الهولندية، يوم الجمعة الماضي، شريطاً مصوراً لمجموعة من (المسيحيين واليهود)، وقد شكلوا سلسلة بشرية حول مسجد السلام في مدينة روتردام الهولندية، تعبيراً منهم عن تضامنهم مع المسلمين في هولندا.


كذلك شاهدنا في كثير من المطارات الأمريكية لافتات ترحيب تستقبل الوافدين إلى أمريكا عقب تعليق القرار بشأن الهجرة.

وكذلك شاهدنا رفع الأذان في كنيسة في مدينة بوسطن الأمريكية احتجاجا على الموقف من المسلمين.

كذلك نقرأ تصريحات تأييد لقضايا العرب والمسلمين من بعض المسؤولين الغربيين بعد تحررهم من الضغوط التي تلازمهم خلال تقلدهم مناصبهم.

لذا أقول إن الغرب ليس كله شر.

ومواقف شريحة كبيرة من الشعوب الغربية من القضايا الإنسانية العالمية مشرف، ولنا في مظاهرات لندن ضد الهجوم على غزة وغزو العراق دليل آخر.

فمتى نستثمر هذا الحراك؟

طيلة فترة العلاقة العربية الغربية لم يكن هناك تواصل بين مجتمعاتها واكتفينا بالعلاقات الرسمية السياسية، والتي مع الأسف لم تستطع إيصال قضايانا وعدالتها إلى المجتمعات الغربية وغير الغربية.

ويبدو أن السبب هو غياب المجتمع المدني العربي، أو بالأحرى عدم وجود مجتمع مدني عربي فاعل يساعد في شرح ودعم قضاياه أمام المجتمعات الأخرى.

فنحن لدينا قضايا عادلة ومظلوميات وقعت على عالمنا العربي، ومع هذا وقفنا عاجزين عن كسب تأييد العالم لنا.

فما رأيناه خلال الأسبوع الماضي هو في الحقيقة دعوة للحكومات العربية بإعادة التفكير في منهجية التخاطب مع الغرب والإيمان بجدوى الحراك المدني عن طريق مؤسسات المجتمع المدني سواء على مستوى داخل الدولة وتعزيز استقراره وإحساس المواطن العربي بأهميته ووجوده ومنحه الحرية للتعبير عن رأيه بقضاياه داخل وطنه، وعلى مستوى الخارج في كونه داعما لتوجهات حكومته في شرح قضاياه.

ورغم العلاقات السياسية والتجارية والثقافية مع دول العالم، إلا أننا وقفنا عاجزين عن فهم المجتمع الغربي وفهم المجتمع الغربي لنا، وهذا بسبب غياب العمل الجماعي والمنظم.

فإن كانت علاقتنا مع الغرب علاقة مصالح وليست علاقات قيم كما يطرح البعض، إلا أن هناك قيما إنسانية تشترك فيها كل شعوب وثقافات العالم وعلى رأس هذه القيم قيم العدالة، فكل ما نحتاجه هو العدالة بعد فهم قضايانا، ولهذا نحتاج لشرح قضايانا للآخر.

تغريدة:

مؤسسات المجتمع المدني هي عون للدولة، وتجعل المواطن شريكاً في تشكيل مستقبله ونصرة قضاياه وليس متفرجاً.