-A +A
حمود أبو طالب
بالنسبة لي ليس غريبا هذا المشهد الذي يبعث في النفس الفخر والزهو والثقة في قدرة الوطن على حماية كل شبر وإنسان فيه، فقد عشته في جازان خلال مواجهتنا السابقة مع الحوثيين عام 2009، وأعيشه فيها منذ بداية عاصفة الحزم، فقد ألفنا أزيز طائراتنا في السماء وهدير مدافعنا في الأرض وكأنها منصوبة في ساحات البيوت، يصفق الناس لها مع كل زخة من قذائفها ويعيشون حياة طبيعية تماما لا يداخلها الخوف والقلق.

ومع ذلك فقد شعرت يوم أمس بمزيد من الثقة والاعتزاز وأنا في أول خط تماس مباشر لحدنا مع الحد اليمني في منطقة نجران بصحبة الأبطال في حرس الحدود لإطلاع الوفد الإعلامي الزائر للمنطقة على دورهم ومهامهم وواجباتهم لحماية الوطن والمجتمع.


والحقيقة أنها المرة الأولى التي أطلع فيها على تفاصيل التفاصيل لجهاز حرس الحدود الذي يعتقد الكثير أنه مجرد دوريات تسير على الحدود بأسلحتها التقليدية لمراقبة المتسللين والمهربين لا أكثر، لكن يوما كاملا بصحبة ضباط وأفراد سلاح الحدود وقائدهم في منطقة نجران وجولات شملت نقاط المواجهة المباشرة والاشتباك جعلنا نكتشف ما وصله هذا الجهاز الأمني من تطور كبير في كوادره وإمكانياته وتجهيزاته، وما يقوم به من مهام ويتحمله من أعباء شاقة في ظروف الحرب والسلم، ولا شك أن ما شاهدناه في نجران هو ما سنشاهده في بقية المناطق، ولكن قياسا على الطبيعة الجغرافية الصعبة في المواقع التي وصلنا إليها وأخذا في الاعتبار حالة المواجهة العسكرية ومسؤولية الجهاز عن حماية 1090 كيلومترا تمثل حدود منطقة نجران، فإن ما شاهدناه من استعدادات متطورة وجاهزية متفوقة وإنجازات عظيمة تؤكدها المعلومات الموثقة، يجعلنا نقف احتراما وتقديرا وفخرا واعتزازا بجهاز حرس الحدود في كل المواقع، لأنه يواجه أعداء كثيرين للوطن، من مهربي السلاح والمخدرات وعصابات التسلل والمخربين، ويعمل بذات الكفاءة والمسؤولية على مدار الساعة وفي كل الظروف.

تحية للأبطال الشجعان الذين يحمون حدودنا ومجتمعنا من الآفات والشرور والأعداء والمتربصين. وتحية لكم من نجران الأبية الوفية الصامدة التي ينبض كل شبر فيها وكل قلب فيها بحب الوطن والاستعداد المطلق للدفاع عنه حتى آخر رمق.