-A +A
حمود أبو طالب
قامت قناة الإخبارية بدور إعلامي جميل عندما نسقت لوفد كبير من الإعلاميين في مختلف الوسائل زيارة الحد الجنوبي ابتداء بمنطقة نجران ليتبعها لاحقا زيارة منطقتي جازان وعسير، وكذلك تنظيمها لورشة عمل بمسمى «التغطية الإعلامية في الأزمات» كعاصفة الحزم أنموذجا، شارك فيها جميع أعضاء الوفد الذي ضم إعلاميين بارزين كالأستاذ خالد المالك رئيس تحرير الجزيرة ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين، والأستاذ جاسر الجاسر مدير قناة الإخبارية ورئيس تحرير سابق، وأكاديميين متخصصين في الإعلام والعلوم السياسية، وكتاب رأي ومحررين في وسائل الإعلام الجديد والتقليدي.

شهدت ورشة العمل نقاشاً مستفيضاً حول الأداء الإعلامي خلال عاصفة الحزم وقد كانت هناك كثير من الملاحظات حول هذا الأداء سواء الخاص منه بالجهات الرسمية المشاركة عملياً في إدارة المواجهة أو وسائل الإعلام المستقلة عن الأجهزة الرسمية. لم تقتصر الملاحظات على غياب المراسلين والمحررين المدربين على التعامل مع الحروب، وإنما كل الأزمات بمختلف أشكالها، خصوصاً السياسية والاقتصادية، فما يحدث الآن لا يزيد عن اجتهادات شخصية وجهود فردية غير مبنية على أصول مهنية متخصصة وقواعد منهجية صحيحة، وذلك ما أثر كثيراً على نوعية التعاطي الإعلامي المقدم للخارج والداخل أيضاً، سواء ما يتعلق بالمتغيرات السياسية والمواقف والظروف المتغيرة التي تكتنف عاصفة الحزم، كما أنه لم يكن قادراً على النقل المهني الصحيح والمؤثر لكفاءة القوات السعودية المشاركة، وذلك ما عبر عنه بعض القيادات التي قابلناها، وتحدثت بقدر غير قليل من عدم الرضا عن إعلامنا في هذه الظروف.


نحن فعلاً نحتاج إلى مراجعة وتصحيح لأدائنا الإعلامي الموجه للداخل والخارج معاً، فبعض الداخل أصبحت لديه كثير من التساؤلات حول استمرارية وحسم المواجهة، توقيتاً ونتيجةً. والخارج أصبح ملوثاً بالتشويش على موقفنا وتعاطينا السياسي وأدائنا العسكري في عاصفة الحزم، كما أننا لم نبلور خطاباً مؤثراً يوجه للمجتمع اليمني المخدوع بعضه بضجيج إعلام الحوثيين وأعوانهم ومسانديهم من الخارج.

بالضرورة، يجب أن نراجع سياستنا الإعلامية في هذه الظروف الحساسة التي نواجه فيها حروبا عسكرية ونفسية ومعنوية من أطراف تطمح إلى ضرب المجتمع السعودي في ثقته بوطنه وقيادته ومستقبله.