-A +A
هاني الظاهري
نحو سنة وشهرين مضت على تسنم معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى منصبه، وهي برأيي مدة كافية لطرح السؤال الذي يترقب الجميع إجابته: ما الجديد الذي طرأ على أداء هذه الوزارة؟

شخصيا أنا محبط تماما من أداء الوزير ووزارته، وأعترف أنني لم أكن كذلك يوم تعيينه إذ أبهجني الخبر حينها وكتبت مقالة تفاؤلية تصاعد لاحقا ندمي حيالها حتى وصل ذروته اليوم، وها أنا أكتب معتذرا لكل من قرأ تلك المقالة، ورفعت سقف أحلامه قبل أن يصدمنا الواقع جميعا.


سنة واحدة كانت كفيلة بصناعة الفرق في أداء الوزارة على كافة الأصعدة، لكنها وبكل أسف مرت كغيرها إن لم تكن أسوأ وأضعف أداءً من السنوات التي سبقتها.

إن أردنا التحدث عن مستوى مباني المدارس وتجهيزاتها فالحال كما يرى السعوديون، لم يتغير أو يتجاوز المشكلات التي تجذرت عبر الزمن حتى أصبحت كابوسا تبدد أمل الخروج منه، والأسوأ أنه لم يُعلن عن خطط معالجة سريعة وطارئة لأوضاع المباني المستأجرة التي لا يمكن أن تساعد مطلقا على خلق بيئة تعليمية جيدة.

والحال ذاتها على مستوى مشكلات المناهج التي تعبنا من الحديث عنها دون جدوى، أما المشكلات التي يواجهها المعلمون والمعلمات والطلاب فما زالت مستمرة وعلى رأسها مشكلات حركات التعيين والنقل، وحوادث نقل المعلمات وغيرها مما يمكن لهم أنفسهم أن يدبجوا فيه مؤلفات مميزة كمؤلفات معالي الوزير قبل تسلمه الوزارة.

كتب البعض عن زعم الوزير العيسى غير المنطقي عن انحياز الإعلام ضده، وهي الدعوى التي صنع منها معاليه شماعة للهرب من ضعف تجربته حتى الآن على الأقل، ولا نعرف حقيقةً كيف سيجد الوزير طريقة للهرب من استحقاقات رؤية 2030، لكننا على ثقة تامة من أن هناك تقييما دقيقا لأداء جميع الوزارات المرتبطة بالرؤية، وأن هناك أيضا معالجات سريعة تضمن عدم انحراف أي وزارة عن الخطة المرسومة لها أو حتى تراخيها في أداء مهامها لتحقيق تطلعات الوطن في هذا الجانب.

السعوديون اليوم لا ينتظرون من الوزير ووزارته تنظيرا جديدا فقد تجاوزوا هذه المرحلة وشبعوا منها.. هم ينتظرون تغييرا حقيقيا ملموسا وقرارات معالجة سريعة لكل الإشكاليات المعلقة منذ سنوات، وهذا أمر يحتاج إلى شجاعة وقدرة على مواجهة التحديات داخل الوزارة أولا، فلا يمكن لأي منا أن يدخل سباقا جديدا ويتوقع الفوز وهو يستعين بنفس الأدوات التي خسر بها كل السباقات التي خاضها.. هذه قاعدة أساسية ولن يفلح الالتفاف عليها، وأظن أنه حان الوقت ليفهم الوزير ذلك ويراه بوضوح إن أراد ألاّ تمضي سنته الثانية كسابقتها وهو خياره الوحيد برأيي.

أخيرا أقول إن كل ما أتمناه ويتمناه أي كاتب سعودي مهتم بالشأن الوطني أن يجبرنا أداء الوزير ووزارته خلال الأشهر القادمة على العودة إلى الإشادة به، لكنه قبل ذلك بحاجة لوقفة محاسبة طويلة مع النفس آمل أن لا يتكبر عليها ليتمكن من مغادرة القالب الثلجي الذي وضع نفسه فيه طوال عام كامل.