-A +A
حمود أبو طالب
علينا أن نقف احتراما ونعبر عن تقديرنا للشفافية والوضوح في تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارته الأخيرة لدولة عُمان. لقد حرص الرئيس روحاني على تصحيح الصورة المغلوطة عن إيران في أذهاننا والقناعات الخاطئة التي ترسخت لدينا عنها، لنكتشف بعد تصريحاته كم كنا ظالمين لها وجائرين عليها.

لقد نفى روحاني -«لا فض فوه»- أن تكون بلاده تسعى وراء الاعتداء والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، أو أنها تريد فرض عقائدها الدينية أو المذهبية أو السياسية على الآخرين، وأنه لا بد من التفكير بالوحدة أكثر من أي وقت آخر، والعمل على سد الفجوة المزيفة التي أوجدتها القوى الكبرى بين السنة والشيعة، مؤكداً على ضرورة السعي الحثيث إلى العمل بكل السبل الممكنة لتعزيز مناخ السلام وفرص التقارب بين دول وشعوب المنطقة، وحل المشكلات بالحوار والطرق السلمية وعبر الالتزام لاحترام المصالح المشتركة ومبادئ حسن الجوار.


أرأيتم كيف هي إيران على حقيقتها وليس كما نعتقد؟. شكرا للرئيس روحاني، وعلينا أن نكف عن اتهام إيران البريئة المسالمة الودودة بتدخلها في دول الجوار وغير الجوار، ونعتذر لها ونطلب صفحها عنا وعفوها عن سوء ظننا بها. لقد صحح لنا روحاني أوهامنا بأنها تبسط ظلها على العراق وتنشر حشودها على أرضه، وأنها حاضرة بعدتها وعتادها في سورية، وأن لحرسها الثوري فرعاً كبيراً في لبنان اسمه حزب الله. كما أثبت لنا خطأ هلوساتنا بأنها تتبنى الحوثيين في اليمن وتدربهم وتمدهم بالسلاح والمال، أو تتبنى مثيري الشغب والفتنة والفوضى في البحرين وتخطط لهم وتوفر لهم الملجأ إذا استطاعوا الهرب. أبداً لم يقل أحد المسؤولين الإيرانيين ذات مرة لقد وضعنا أيدينا على العاصمة العربية الرابعة بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء.

لقد حاولت إيران مرارا وتكرارا مد يد السلام مع جيرانها، وعبرت عن نواياها الأكيدة للتقارب وحل الخلافات بالحوار والحرص على حسن الجوار، لكننا نحن الذين نتخذ سياسة العداء ضدها والتآمر عليها والتدخل في شؤونها والإصرار على رفض مبادراتها المتكررة لإحلال السلام والوئام في منطقتنا.

تخيلوا كيف كنا سنتمادى في ظلمنا لنظام الحكم في إيران لو لم يسخر الله لنا الرئيس حسن روحاني لينتشلنا من جهلنا وسوء فهمنا لحقيقة إيران التي تعبت من محاولاتها للتقارب معنا. شكراً لك يا فخامة الرئيس فقد علمتنا درساً في الالتزام بقول الحقيقة.

هل صدقتم ما قلت؟ لا أظن العقلاء يصدقون وهم يعرفون إيران وجرائمها!