-A +A
عبدالله عمر خياط
.. لأخي الدكتور طارق علي فدعق تسميات ظريفة كنت أحسب أن لا أحد يشاركه فيها، وهي استعمال الكلمات المفردة يعنون بها مقالاته التي تَنشُرها «عكاظ» أسبوعياً. وإذا بالأيام تفاجئني أن كاتباً آخر يتخذ نفس المنهج في عنونة مقالاته.

وبالطبع أن للدكتور طارق موضوعات وعناوين ومقالات تختلف في الموضوع والنهج، فالدكتور فدعق يختار من العناوين مفردات لغوية ليشرح مضامينها في مؤداها ومدلولاتها.


في الوقت الذي كان فيه للأستاذ شاهر محمد رقام عناوين لها من الحياة الظريفة والمستخرجة من صميم الحياة التي نمر بها ولا أحسب أن أحداً ما ينكر أنه لم يمر بها ألا وهي مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب الأولى من العمر بممارسة الألعاب المحلية، أو الشقاوة في المزاح أو التندر بما يقول شيء من المستطاع.

وكتابنا اليوم للأستاذ شاهر محمد رقام أصدره بعنوان «ألعاب وشقاوة» وبكل موضوع فيه لمقالاته التي تضمنها الكتاب عنوان بكلمة مفردة للألعاب.. والشقاوة، ومنها «القُفّعة»: لعبة من ألعاب الصيد نمارسها في النزهة حيث نأتي بصندوق خفيف من الورق ونضعه مكفياً على الأرض ونرفع أحد جوانبه ونسنده بعصا صغيرة مربوطة بخيط طويل، نضع بعض الطعام (غالبا حبوب) مثل بقايا الأرز تحت الصندوق بعد ذلك نمد الخيط إلى مكان اختبائنا ويفضل دفن الخيط تحت الرمل ونكمن في مخبئنا ننتظر ونراقب في سكون تام ننتظر طيراً ينجذب بالطعام ويدخل تحت الصندوق، قد تطول فترة الانتظار أو تقصر ولكن عنوانها السائد الهدوء التام وعدم الحديث لكي لا تخاف الطيور.

وأيضاً «الطِشْ»: لعبة جماعية أخرى ومعظم ألعابنا جماعية، بارك الله في الجماعة، يتم اختيار الطش بالقرعة أو بالتراضي، الطش هم مجموعة الأولاد الذين يطاردون الفرقة الأخرى، وهذه اللعبة ولعبة العسكر والحرامية وكذلك الطيري تتشابه في الإطار العام ولكن تختلف في التفاصيل. يبدأ الطش بمواجهة العزيزة مغمضين أعينهم بالعد من واحد إلى عشرة هكذا «واحد طش، اثنين طش، ثلاثة طش... عشرة طش». بعد ذلك يبدأون بالبحث عن الأولاد الذين قد اختبأوا ولكن في هذه اللعبة لا يجوز لهم حراسة العزيزة بل يجب أن يبتعدوا عنها. لأن الطش يكفيه أن يرى خصمه فيقول له «طش» دون أن يلمسه ليخرج ذلك الولد من اللعبة باعتباره ميتا.

أطلقوا أطفالكم وأعطوهم مساحة كافية من الحرية للعب والحركة والتعبير عن أنفسهم دون توجيه، أعطوهم مجالاً للتجربة والخطأ ليتعلموا وينموا خبراتهم، دعوهم يكونوا صداقات، لا بأس أن يخطئ الطفل ولا بأس أيضاً أن يحاول ويفشل ويقع، وحتى لو أصيب إصابة بسيطة فلا داعي للهلع، وحدها الأخطاء هي التي تعلم الطفل أما التلقين وكثرة التوجيه وتشديد الرقابة فلا تنتج سوى شخص عاجز قليل الثقة بنفسه.

السطر الأخير: في كتاب الأستاذ شاهر رقام:

«الطفولة عالم جميل تظلله البراءة وتحركه العفوية»

aokhayat@yahoo.com