سعد الديحاني
سعد الديحاني
-A +A
سعد الديحاني
يعتمد نجاح أي برنامج وتحقيق أهدافه بكفاءة على دراسته بتأن من جميع جوانبه وتحديد معاييره، بشكل تفصيلي قبل تنفيذه كي تتضح صورته وتزداد ثقة المستفيد منه، وفي المقابل إطلاق البرنامج قبل تحديد صورته النهائية سيؤدي إلى عقبات ومشاكل أثناء التنفيذ.

هنا سأتحدث عن حساب المواطن وما يصاحبه من غموض، فالكثير من الأسئلة عن آلياته وأهدافه لم تتضح لدى المواطن، بل إن القائمين على البرنامج ليس لديهم الإلمام الكامل حول الحساب وأهدافه.


وحساب المواطن برنامج وطني أنشئ لحماية الأسر السعودية من الأثر المباشر وغير المباشر المتوقع من الإصلاحات الاقتصادية المختلفة، من خلال تقديم بدل نقدي مباشر للمواطنين المستفيدين.

الكثير من التساؤلات بدأت قبل انطلاق البرنامج، ما يعني أن هناك خللا في تصميم البرنامج يجب تصحيحه قبل البدء لتفادي مشكلات التنفيذ.

يجب أن يكون هناك رؤية واضحة ومعايير عادلة يتم من خلالها الدعم للمستفيدين ومراعاة الفروق بينهم من حيث الدخل والقروض السكنية والشخصية والالتزامات الأخرى وعدد أفراد الأسرة، فأصحاب الدخل المنخفض والمتوسط سيعانون من رفع الدعم وإذا كان مقدار البدل لا يوازي الأثر الناتج عنه فسوف يكون هناك معاناة حقيقية وزيادة أعباء خصوصا المتقاعدين ومستفيدي الضمان الاجتماعي.

ويفترض أن يشمل الحساب جميع المواطنين بكافة شرائحهم لأن الجميع سيتضرر من الاصلاحات، كما أن الجهد الذي وضع لكيفية التسجيل والإفصاح عن الدخل عمل رائع ولكن فيما يتعلق بتوضيح البرنامج لا يوجد أي معلومة تذكر، فالمواطن لا يعنيه طريقة التسجيل أو سهولته بقدر ما يهتم بحجم البدل المقدم له.

لا نختلف على ضرورة الإصلاحات الاقتصادية وكلنا أمل أن تحقق أهدافها ولكن يجب ألا يكون ضررها أكبر من نفعها فالعدالة الاجتماعية بمفهومها الواسع مطلب إسلامي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند اطلاق برنامج حساب المواطن لتفادي الآثار المترتبة على تلك الاصلاحات كمشكلة السكن والفقر وصعوبة الحصول على السلع الأساسية نظرا لتدني الأجور ورفع الدعم.

saadalmutiri1@