-A +A
واس (المدينة المنورة)
أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات أن المملكة بصدد أن تكون خلال العامين القادمين من الدول الرئيسة في المنطقة في صناعة المعارض والمؤتمرات، بعد إنجاز مرحلة مهمة في تنظيم وتطوير هذه الصناعة، ومع ما تنتظره مناطق المملكة من مشاريع ومبادرات ضخمة في قطاعات السياحة والتراث الوطني تبنت الدولة دعمها هذا العام من خلال ميزانية ضخمة، قناعة منها بالأهمية الاقتصادية لقطاع السياحة ودوره الرئيس في التنمية الاقتصادية في المناطق وتوفير فرص العمل، إضافة إلى ما رأته الدولة من جهوزية مشاريع ومبادرات الهيئة واستعدادها لهذه المرحلة منذ سنوات.

وأشار إلى أن كل ما يمكن هذه الصناعة من الانطلاق قد اكتمل من الدولة أو على وشك الاكتمال. جاء ذلك خلال كلمة رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الجلسة الثانية التي تحمل عنوان " التوجهات الاستراتيجية لتطوير صناعة الاجتماعات السعودية" في المنتدى السعودي الرابع للمؤتمرات والمعارض الذي رعى انطلاقته بحضور الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، اليوم في فندق الميريديان بالمدينة المنورة.


وأبان الأمير سلطان بن سلمان أن مسار صناعة المعارض والمؤتمرات هو نتاج لما قدمته الهيئة من مبادرات وبرامج ومشاريع في استراتيجية السياحة الوطنية التي قدمتها الهيئة للدولة وأقرتها في عام 2005م وهي تحمل منظومة من المبادرات المبكرة التي سبقت عصرها وكثير منها اخذ وقتا لإقراره، وأشار إلى أن الدولة أقرت الآن اكثر من 96% من المبادرات وننتظر هذا العام بإذن الله اقرار منظومة جديدة من المسارات التي ستمكن السياحة من الانطلاق بشكل كبير ومتطور.

وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني :" إن برنامج المعارض والمؤتمرات برنامج تبنته الهيئة وعملت عليه بالتضامن مع وزارة التجارة، واليوم صناعة المعارض هي صناعة عالمية وهناك دول تعتمد على هذه الصناعة بشكل أساس في نموها الاقتصادي".

وأضاف " بدأنا منذ نحو تسع سنوات في الاعداد للبرنامج بإشراف مكتب إدارة المشاريع بالهيئة الذي سبقت به الهيئة بقية الجهات وتبناه مؤخرا برنامج التحول الوطني، فاعتبرنا هذا المسار مسارا تطويريا لصناعة اقتصادية ضخمة، وقد بقي لخطة البرنامج سنتان وهو من اعلى برامج الهيئة في مستوى الاداء بتأكيد مكتب ادارة المشاريع بالهيئة"، وأعرب عن تقديره لوزير التجارة السابق الدكتور توفيق الربيعة لدوره المهم في تأسيس البرنامج ونقله من الوزارة إلى الهيئة، وأن الهيئة قامت بدراسة الفكرة قبل نقله، وأكد أن منهج الهيئة منذ تأسيسها هو العمل الدائم بشراكة وتضامن تام مع الوزارات والجهات الحكومية والقطاع الخاص.

وأوضح أن الهيئة بدأت تنفيذ خطة متكاملة للبرنامج مدتها خمس سنوات تعمل في تنفيذها مع الشركاء، وقد تجاوز البرنامج المهام المرسومة في الخطة خلال السنوات الثلاث الماضية وبقي منها سنتان ستكونان مهمة بالنسبة لنا، مبرزا ما حققه البرنامج من منجزات مهمة خلال السنوات الثلاث من عمره منها إنشاء اكاديمية الكلية لتدريب المواطنين على هذه الصناعة الجديدة، بالإضافة إلى تقديم حلول ضمن اللجنة الاشرافية للبرنامج التي تشترك في عضويتها وزارة الداخلية ووزارة الخارجية بشأن موضوع التأشيرات للمشاركين في المعارض والمؤتمرات، وحصل هناك تقدم مهم في هذا المجال حيث صدر هذا العام حوالي 8000 تأشيرة، وأيضا تسريع عملية اقرار المتحدثين حيث قدم البرنامج فكرة للدولة وهي انشاء مكتب للمتحدثين وقاعدة معلومات للمتحدثين العالميين وهي خدمة تقدم للمنظمين.

وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات:" إننا نركز الآن على بناء مرافق للمعارض، وأعلنا قبل فترة عن مدن للمعارض والمؤتمرات تكون ضمن مدن متكاملة للخدمات، وسوف ننفذ مدينة للمؤتمرات في مدينة عكاظ بالطائف التي تمثل إحدى مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني، كما ننسق مع هيئة الطيران المدني لإقامة مدن معارض في المطارات، ونحن نرى أن تطوير خدمات العمرة وخدمات الترانزيت والتأشيرات والخدمات الأخرى هي ضرورية حتى نستطيع أن نحصل على حصة أساسية من سوق المعارض والمؤتمرات، خاصة وأن القيمة المضافة اليوم في المملكة لا يمكن أن تكون في دولة أخرى وذلك بوجود الحرمين الشريفين وبوجود المواطنين الكرماء المرحبين بالعمل والمشاركة وهي أفضل المزايا لنجاح المملكة وتفوقها في هذه الصناعة".

ولفت النظر إلى أن الهيئة عملت على بناء قطاع الخدمات المساندة لهذه الصناعة من خلال قطاع تنظيم الرحلات والادلاء والتوسع الفندقي، وأكد أن انعقاد هذا المنتدى السنوي المتخصص، يأتي في مرحلة مهمة تتطلب التركيز على فعاليات صناعة الاجتماعات وتعزيز دورها المحوري في التنمية الشاملة في المملكة.

وعد الصناعة الاقتصادية الواعدة، فرصة اقتصادية مهمة، وتشهد تنافساً محتدماً علي المستوي الإقليمي والعالمي، ومن أكثر الصناعات ديناميكية، ولها تقاطعات إيجابية مؤثرة مع جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى بما يخدم المصلحة الوطنية، كما تدعم فعالياتها مناشط الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وأصبح لها دور مهم في تنشيط سياحة الاعمال، والحد من الموسمية، وتحفيز الاستثمار، وتوفير فرص العمل للمواطنين، والمساهمة في الناتج المحلي الاجمالي.

وأشار إلى أن البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات يقوم حاليا بالعمل مع وزارة الاقتصاد والتخطيط لتحديث استراتيجية صناعة الاجتماعات 2030، وقياس الأثار الاقتصادية والاجتماعية لها، واعتماد مبادرات إضافية للبرنامج، تشمل تأسيس الشركة السعودية للمعارض والمؤتمرات, والاستفادة من الأصول الحكومية لمنشآت المعارض والمؤتمرات.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن صناعة المعارض والمؤتمرات وسياحة الأعمال تمثل مسارا رئيسا في مبادرة "السعودية وجهة المسلمين" التي أعلنتها الهيئة وتبناها برنامج التحول الوطني وخاصة في المدينتين المقدستين، حيث تتيح هذه الصناعة حضور ومشاركة المسلمين ضمن منظومة من الخدمات والمسارات السياحية الأخرى مثل السياحة العلاجية وغيرها، بحيث تتاح لهم تجربة لا تنسى في بلاد الحرمين الشريفين.

وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد افتتح المعرض المصاحب للمنتدى فور وصوله الذي تشارك فيه نخبة من الشركات العاملة في قطاع المؤتمرات والمعارض، وكذلك العديد من الهيئات الحكومية المعنية بهذا المجال. وفي ختام الجلسة شهد كل من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة توقيع اتفاقية تحالف بين كبرى الشركات العاملة في مجال تنظيم المؤتمرات والمعارض وشركات الخدمات المساندة للمؤتمرات والمعارض وذلك ضمن فعاليات المنتدى السعودي الرابع للمؤتمرات والمعارض بالمدينة المنورة.

من جهة ثانية قام الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين ، يرافقه الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز ، أمير منطقة المدينة المنورة ، اليوم بزيارة لمركز الأمير سلطان بن عبد العزيز لرعاية الأطفال المعوقين بالمدينة المنورة .

وبدأت الزيارة بجولة شملت الأقسام العلاجية والتأهيلية والتعليمية ومساكن الأطفال ، واستمع سموهما لشرح مفصل للنقلة النوعية التي حققها المركز خلال العام الأخير سواء على صعيد استكمال فريق العمل ، أو توفير أحدث تجهيزات العلاج الوظيفي والطبيعي ، وفي وحدات علاج عيوب النطق وعلاج الاسنان ، وكذلك تطوير برامج الرعاية في مساكن الأطفال ومضاعفة أعداد الأطفال المستفيدين منها .

كما قدم مدير المركز هيثم عثمان تقريراً عن مخرجات المركز خلال العام 2016 م ، وفي مقدمتها تضاعف أعداد الأطفال المشمولين ببرنامج الدمج في مدارس التعليم العام ، واستيعاب كافة الأطفال المدرجين على قائمة انتظار المركز بعد استكمال فريق التأهيل بكفاءات مميزة ، وتفاعل أهل الخير بمنطقة المدينة المنورة لتزويد المركز باحتياجاته من احدث تقنيات العلاج والتأهيل كأول مركز من نوعه في الشرق الأوسط .

وخلال الجولة حرص رئيس مجلس إدارة الجمعية و أمير منطقة المدينة المنورة على تقديم الهدايا للأطفال وتبادل الحديث معهم والتقاط الصور ، الأمر الذي ضاعف من سعادة الأطفال وذويهم .

وفي ختام الزيارة أعرب رئيس مجلس إدارة الجمعية عن شكره وتقديره لما يوليه الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز ، أمير منطقة المدينة المنورة من اهتمام ودعم للمركز ، ولحرصه على تذليل أي صعوبات تواجه خطط وبرامج تطوير برامج الرعاية التي يقدمها ، وكذلك مساندته الكريمة للمشروعات التي يتبناها المركز لتوفير مصادر دخل تسهم في دعم ميزانية تشغيله وخدماته المجانية .

وأشاد بجهود منسوبي المركز وتميزهم في تطوير الأداء ، وتحقيق نتائج قياسية على كافة صعد برامج الرعاية والتأهيل .